حسين بن قرين درمشاكي - القنديل.. قصة قصيرة

إهداء:
إلى قارئة استطاعت قراءة ما بين سطوري بلا مواربة..فقط كما
تراءى لها..
إلى سلمى الورفلي..
_________________

إستشرى الظلم.. صرخ الحق في وجه الظلام.. أضاء القنديل
النفق.. لكن القبو ظل ً عابسا ً مكفئرا..
سأله القنديل لما يتطاير شرر غضبك؟
فرد القبو:لا تزال بعض ردهاتي تعج بالظلام..
لم يصلها ضوء نورك بعد..
القنديل.. لكن الأسود خرجت للنور..! عادت إلى عرينها..!
- القبو.. أتظن أنها ستتدثر بدفء عرينها، وبعض أشبالها لا تزال
تئن في غياهب معتقلات الظلام؟
- القنديل: يا إلهي..! كيف لنوري أن يسحق ظلامك الدامس..؟
- القبو: لا تتذمر وأنت الحق وأنا الباطل؟
القنديل: رياح الظلم العاتية، تطفيء وهج نوري كلما...
ً القبو مقاطعا.. إطمئن، تلك الأسود لن تهنأ وتستكين، لن تذعن،
لليلي الحالك، ستغرس مخالبها في أقبية ظلامي لترى أشبالها النور..
أنا على يقين أنها ستفعل..
القنديل: أقسم أني بت لا أفهمك..! أتأججني ضد ظلامك؟
- القبو: لقد سئمت، ومللت..
لم أعد َ قادرا على تحمل زئير هؤلاء الأشبال.. بات صراخها يقض
مضجعي..
القنديل: تعالى نتصافح.. وننسى ثاراتنا..
القبو: أبشر أنا إتخذت قراري الشجاع، لن أكون بعد الآن جب
للظلام..
- القنديل: ولن يعيش أبناء وطني بعد اليوم في أقبية المعتقلات..
- القبو: أغمرني بشعاع فجرك ولنرقص مع بني وليد..
القنديل: بل مع ليبيا كلها في عرس شيوخ أسود ورفلة.

2013.12.08م


* من مجموعتي القصصية/أنا وابي/ الصادرة عن دار فنون للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة في طبعتين أولى وثانية خلال 2019م.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى