محيي الدين جرمة - لحظات مختلسة.. قصة قصيرة

في اللحظة التي كانت انظار سائق الحافلة القادم من " البلقاء" تحدق في صعود الوفد الشبابي من " مخيم السلط بعمان" وكان الشباب الذين يعلقون الباجات على صدورهم من غير بلد. " إنتهى الصعود. ولم يتبق أحد" قالت نيفين. مشرفة الملتقى والإستقبال المكلفة من " بلدية العاصمة" سارت الحافلة تنهب خيط الإسفلت المحاط على جانبي الطريق بحزام من الخضرة الزاهية وشتول الأزهار المتنوعة. تتخلل الجزر الفاصلة بين الشوارع والطريق المنفسحة لسان تستطيل من اشجار السرو بحفيفها الخفيف والبارد. في إعتداله. اخذت العيون تتكلم في الحافلة الطويلة بجدارة في كل المقاعد. المختلطة. وبين الطريق البحري القريب من العقبة وشرفة البحر الإحمر .. اخذت الحافلة تقف على منعرج لظلال جبلية ترتكن في مبعدة منها جوقة من نوارس تتغنى بأجنحتها التي تخبط عزفا على نوتات المياه الزرقاء. بينما في المقعد الأخير من الحافلة تنفرد استراحة عاشقين. كان كثر من شباب قد ترجلوا بحقائب خفيفة بعضها توسطت خصورهم النحيلة المالحة. فيما ظل محمد الشاب اللبناني في مقعده الوثير يعتسل صديقته " فتينة" الناشرة شراع ضفائرها على جلد الكرسي المنجد برومانسية الألوان. حتى بدت خصلا من جدول شعرها تسيل على صدره المعشب .. وفجأة بديا اثنينهما بلاحراك.كان جبل الجليد قد ذاب على الارجح في حيارة مائه في زلال نظرات مصممة بدقة كأنما لتلك اللحظات المختلسة بعيدا عن انظار الآخرين من شباب " العرب العاربة".

محيي الدين جرمة
اليمن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى