عزة مصطفى عبد العال - الصنارة.. قصة قصيرة

فى تلك البقعة من النهر العجوز تحت شجرة الصفصاف العالية , اعتاد أن يأتى ليلة الجمعة ماكثاً حتى موعد الصلاة , كم يعشق الصيد رغم إنه لا يحب رائحة السمك لكنه يحب إلقاء الصنارة فى الماء والانتظار لساعات طويلة حتى يتحرك الخيط بفريسة جديدة, تظل عيناه طيلة الوقت تنتقل ما بين النهر والسماء , فيراقب النجوم كمرصد فلكى يعرف متى تأتى النجمة البرتقالية والأخرى الزرقاء, ومتى يظهر كوكب الزهرة بجوار القمر, ويعرف موضع شروق الشمس وغروبها فى نقطة التقاء السماء بالنهر .
عندما يعود إليها بحصاد يومه تقول بتوسل " متى أزوجك وأطمئن عليك قبل أن أموت " اعتاد أن يسمع منها تلك الكلمات لكنه لم يكن فى مخيلته إنها ستتحقق يوماً ؛ كان على وشك الذهاب للقاء النهر الأسبوعى فأمسكت به وهى تقول " ابق معى الليلة " قبل رأسها وجفف جبينها الذى يمطر عرقاً فضغطت على يده وهمست " كنت أريد أن ......... " لم تكملها لم تقل أريد أن أزوجك قبل أن أموت لأنها ماتت بالفعل .
لازالت يده تتشبث بالصنارة وعينه تغيب فى النهر فرأها قادمة من موضع شروق الشمس وتسير خلفها فتاة بفستان أبيض, حاول تذكر ملامحها اسمها عنوانها يشعر إنه يعرفها لكنه لا يتذكر, حين استيقظ من غفوته على اهتزاز الصنارة أسرع بسحب الخيط , كان ثقيلاً فضاعف قوته ظل يسحب حتى خرجت نجمة فى طرف صنارته .. فتذكر اسمها ملامحها عنوانها ....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى