ابو يوسف طه - المنتهى

اعتذر سليم لرفاقه الثلاثة عن اصطحابهم للسهر في الكورنيش ، كانوا يتبادلون الرأي قريبا من الفيلا التي خرج منها زميلهم مرتديا منامة ، منتعلا خفا ، وبيده مفتاح ووثائق السيارة ، ناول ما في يده لأحد أصدقائه ، وانكفأ مدبرا مما دل على انصرافه عن الموعد بعد الشنآن الذي نشب بينه وبين خليلته هدى .
بدا على الرفاق عدم الرضى ، لكنهم بعد ذهاب سليم ، توجهوا نحو السيارة و ركبوا متجهين إلى الكورنيش ، لما وصلوا وجدوا صويحباتهم في الإنتظار
في منتصف الليل تلقى والد سليم الحاج اليعقوبي إخطارا من صديقه العميد الزهراوي بأن سيارة ابنه سليم اصطدمت بسيارة في شارع لااللا الياقوت ، ولم ينج من ركابها الثلاثة أحد .
صعد الأب إلى الطابق الثاني حيث حجرة نوم ابنه ، قرع الباب قرعا خفيفا ، ثم فتحه بتمهل ، دنا من السرير ، أبدى غاية الكياسة في محاولة إخبار ابنه بما حدث ، دمدم دون جدوى ، ثم مد يده وأمسك ذراع سليم وحركها برفق ، لم يظهر أي رد فعل أو استبان رغبة في الإستيقاظ ، ذهل الأب ، واختبل ذهنه ... كان سليم غارقا في نوم عميق ، شفاف ، بارد ، لإنه مات في نومه



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى