نيالاو حسن آيول - البحر الأبيض المتوسط.. شعر

قُرب شَراسة البُرُودة،
يخَلَع مَلاَبِسه وخريطته السَّوداء
على الجَانِبِ الرَماديّ من الحجر،
على الجَانِبِ الجنوبيّ من البَحرِ،
على بابِ كفييها إرتفع قَلب الأُمّ
مَعَ الصَحوَة المحمُومٌة في مُنتَصَفِ اللَّيل
مَعَ رَفرَفَة الكلام و شَّكوَى الشِّفاه الغَلِيظة
مَعَ الهَروَلَة في أنفجار الصَّبَاح!
مَعَ الجُوع في كل لَيلَة وآثَار النّمل على الظَّهرِ
مَعَ النَّفس الفَظيعة في مُوَاجَهَةِ خُشُونَة الرُّؤية
مَعَ الغُراب المُتربِّص
مَعَ البحر الأبيض المتوسِّط!
مَعَ المَدِينَة حيث يَمُوت كل شيء
مَعَ أسماء التّماثيل الحجريّة للسياسين
مَعَ جَرَاءة الفَقر حين يَهُزّ ذَيله
مَعَ عِظام الذَّاكرة و الحَياة لا هَوَادَ فيها
مَعَ فَخّ الحَرَب المَنسوج بدقة
مَعَ شَهوة تَدمِير التَّاريخ الدَمَويّ
مَعَ الوَقت!
مَعَ البَحر الأبيض المتوسِّط
مَعَ لَمسَة مُرونة المَاء
مَعَ حِصّة صَّلاة روحها
مَعَ صوته و اِلتِواء فمه كالفَهد الجائع في الصَّبَاحِ
مَعَ يده فوق الباب حين قال: اليوم سأهاجر
مَعَ صدى حِذائه حول شرائح النفخة الغاضبة
مَعَ دق الخطوات المخبأة في العشب
مَعَ تلك الدَوَائِر ،تلك الحَلقات
مَعَ موانئ المد والمسافة
مَعَ البحر الأبيض المتوسط!
مَعَ السّاعة الأخيرة للأرضِ
مَعَ آخر هَزَّة أثارت القَارِب
مَعَ المياه آكلة لُحُوم البَشَرِ في الظَّلام
مَعَ البَحر الأبيض المتوسِّط
ينزف قَلب الأُمّ مع الوجوه العديده للبحرِ
على الجَانِبِ الرَماديّ من الحجرِ
وعلى الجَانِبِ الغربيّ من البحرِ
تنفجر الأمواج في رداء شرير!

نيالاو حسن آيول

قُرب شَراسة البُرُودة، يخَلَع مَلاَبِسه وخريطته السَّوداء على الجَانِبِ الرَماديّ من الحجر، على الجَانِبِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى