سعيد فرحاوي.. القرار.. قصة قصيرة

هذا المساء قررت ان اخرج من كل ما يخالجني من تصورات قديمة؛ بمعنى ان أتمرد بلغة لا يفهمها الا الراسخون في تجارب الحياة. كانت اول مغامرة بدت على بالي وانا اريد ان اختلف؛ هي ان اتخد القرار المناسب بدون ان التفت الى ما يحتويني من اوهام؛ طبعا ستكون مغامرة فريدة جدا؛ خاصة وانني أعي جيدا ان مجتمعنا لا يقبل ان تعيش مختلفا؛ يرفض النجاح؛ كما يكره كل مبتكر ؛ مجتهد؛ يختلف عن طباع الناس. بقناعة شديدة اتفقت مع نفسي بأن الاخرين الحاقدين سيزداد كرهم لي؛ كما سيعلنون الحرب ضدي بشتى الوسائل. طبعا؛ لن يكونوا مباشرين في كل رؤاهم. اعرف انهم كالنعاج يختبؤون وهم يكيدون لي كيدا. وانا اقامر بنفسي عندما قررت الاختلاف؛ تذكرت كثيرا نيتشه الذي رفضه اصدقاؤه؛ فعاش؛ منعزلا؛ وحيدا؛ لا يهتم به احد . عندما مات اعترف به الجميع؛ فأصبح مرجعا قويا في الفكر الفلسفي المعاصر ، بل غير عدة مفاهيم؛ وفعلت فلسفته الكثير في التحولات العالمية. هي قناعة زادت من قوة قراراتي؛ كما اسعفتني ان اغير الوجهة صوب ما أومن به في زمن لا يحترم الكبار.
كلها مؤهلات افادتني ان اتبع الخطوات التالية:
ان اكتب عن المسخ ؛ ولن اسمح لاية رداءة ان تشق لنفسها موقعا في مزبلة التاريخ.
ان اعري عن كل الافكار التي تضبب الرؤيا وتخفي الحقيقة. أن امزق صفحات الزمن الماضي؛ لاعيد النظر في كل شيء بوعي تام أساسه : ان الحقيقة تقلق الناس؛ وفي نفس الوقت تصحح الاعوجاج. فتحولت قناعتي من جديد؛ لأتمسك بشكل مطلق بمقولة رائعة تقول :
التغيير يشترط ان تتخلى عن الذات؛ وتوقف عجلة المجد الذاتي؛ وتضحي بكل شيء؛ فقط من اجل ان تصحح الاعوجاج.
فكانت تلك اولى خطواتي وانا اصحو في فجر جديد؛ بفكر جديد؛ في وجود لا يحترم نفسه؛ لانه متسم بروائح جد متعفنة تتطلب الكثير من الكفاح والصراع من اجل ازالة قشرتها؛ وتغيير ما يمكن تغييره.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى