سلوى علي - رقصةٌ علي وتَرٍ زَلق..

لا تَنج مِنك
أفتِكْ بك, كرعشةِ العاشق
كانتباهةِ الغواية..
تناول وخَزاتك, واحدةً تلو الأخري ..
تدثر بالآهاتِ الجَرِيحةِ ,و بالبؤسِ اليانع,
أتكئ علي شِقك الأيسر المُلتهب ,
النابضُ بالوداع.
استأنس, بذكرياتك المُختلة, العارفةِ بالضلال,
و بحُرقةِ صوتك الفارغ,
إلا من نبرةٍ ,هوت من شفاهِ الظهيرة,
تمدد حتي يدهنك السكون ,السكون الملازم
لعتمةِ أفكارك القلقة
أمهر سُخطك, برشفه أخري, و تناثر تحت خرائبك الشرهة,
لا تفلتها إنها تصنعُ البرد, و تهديك الرعشة, و ما التصق من خلافاتٍ, علي الباب,
تجزأ كالغريبِ, علي وجه اللامكان, شيد النظرات
الخاوية, و ثبتها علي صدرِ الوهم
تمسك بمتاهتكِ المأساوية جدا.
كأسكَ المثقل بسطوةِ الترنح راوده حتي
يتصاعدُ من فوهةِ أنامِلك لسعةً لسعة, عندها
سينبؤك بمقعدكِ العاطلُ عن الأمل
أنت الخارجُ إلي ذاتك, الممسوسة بكْ
لا تنج مِنكْ ........
بلل لغُتكَ و انفرِط
تَسللْ كرغبةٍ هاربةٍ ,من ماءِ الغُفران
تَسللْ و حماقاتكَ ,و فمِك العاري ..
و ما سَقط من ثرثرةٍ, علي وعي الطاولة,
خُذ رمادَ انتظارك, المُمَزق الآيل الي الذوبان,
خُذ أمنياتك اليائسة, و محطاتِك الذابلة, المتراكمة بجيبِ الوقت.
كمنجتك,التي تاه ردفيها في صُولةٍ,
دعها تعبثُ بالجنون, تقفز من سُلمها الموسيقي,
لتكسر نقرةً غجريةً, في حيزٍ ما ,
فتنتبه الأوجاعُ النضرة, و توابل الأسف الحارة.
نادِ علي الثقب الذي أتلف رئةِ الريح
و الثقب الذي يَنمو علي شاكِلةِ وهنْ
رُجهما جيداً, و تزود بهِما,
انتعل النشاز العالق بالخُطواتِ الخاسرة,
الملقاة بجانبِ الأمس, فهي تدين لك, بثلاثين مشوارٍ و نصف, ورقةً نقدية.
التَضاد المُربِك, العاصف بناصيةِ الشئ, حاوره لتبقي علي قيدِ الهلوسات
التقط قلبكَ المتعثر بارتجاجة نهدها, أوقده
بإولِ دفقةٍ من الأكسجين المزكوم بعطرها,
و توغل في لزوجةِ الحنين,
أنت الخارجُ الي عبثِ أناك, المشروخة بِكْ
لا تَنج مِنكْ .....
أمضِ حتي صدمةِ المنتهي,
خذ ما تخثرَ من أزمنةٍ و سفر ,
و تذكر أن لا تثق, إلا في بوصلةٍ معطوبةٍ,
فلها من القهرِ ما يكفي,
لتدلقَ ساقيكَ في الجهات.
افرط في العزلةِ, طقطق أصابع الأرق
و تدحرج ناحية الصمت الغارق, في
شبرِ هشاشة .
العتباتُ الجالسة علي مزلقةِ الشوق, اقذف خصرها بالحرائق, و الانتظار العقيم
خُذ ليلك بعيدا عن وسادتك, و أزقة حُلمك.
و نشيدك الضئيل, الراكض تحت لسان بالك
فقط أسكبه في عبارةٍ واحدةٍ,
لا يشغلكَ ضِيقها ,ولا ململةِ الرؤيا.
تمهل في طبخ حزنك,قلِّبه عبرةً عبرة
أضف خيبتك, و لعنتك ,و ضحكتك اليابسة ,
و سحنتك المقدودة من الدبر,
و حفنة من دمائك المسفوكة بكاملِ الحب.
و قليلا من عَرَقِ رفاقك, و حبيباتك النبيات الماكرات ,اللائي يرتبن الليل و العُهر, بورعٍ بالغ.
أنت المنزوعُ من ريقِ الوقت,
وعيكَ لا يكترث إلا لحتفِ قصائدك, فباركه
و إقطع حبالك الشوكية المبحوحة, قليلا.
أحلب خيبات الوردةُ البرية, في ظنِ البنت.
أحضِر ذاتك المُهملة, علقها علي أزرارِ العالم
الملعونة, المبتورة العطر,
الخالية من العناقِ و القبلات.
أنت محض نقطةً طينيةً, تصيبها الحياة بتصرف,
فالمشيئةِ سكبت يدها,
لن يتسني للقسوةِ أن تغتسل,
الضُوء شحيح
لا تنج .


سلوي علي / السودان


L’image contient peut-être : 1 personne, debout et intérieur

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى