إلى همزة الوصل!

منذ سقطت آخر دمعةٍ من عين اليقين
ونبت مكانها قبرٌ مثقوب
صرتُ أمشي وراء ظلي
حتى لا أتعثر باللاشيء
أمشي وراء الكلمات البيضاء
وأُرْخِي للأيام حبلَها
أو أتناولُ غيمةً من أقصى الخيال الرث
وأحبسها بيني وبين اسمي المثخن بالخيبات؛
أو أضعها على الرف المجاور للردى
لتبكي بالنيابة عني؛
أو بالأصالة عن الزمن الذي مات في الزحام
أصمتُ لأصنع مسافةً بين الكلمات العمياء
حتى لا يقتل بعضها بعضا ،
أو تختنق بالصدى الحزين
ورائحة الأحلام التي لم تغتسل منذ ميلادها.
لم أتفرغ لعداوةِ أحد
حتى أخاف من الهزيمة.
عشت حرا من الآلة الحاسبة
لا أشتري الساعات
ولا أحسب الزمن على أحد
لا أحمِّل أحداً مسؤولية مجيئي إلى هذا الهباء
كل الأيام المحسوبة على جسدي
تموت وأدفنها تحت أقدامي بصمت
هكذا أُصفِّي حساباتي مع همزة الوصل!
وأطردها من جِلْد المِرآة
إلى بيت الأشباح
وأحبس المستحيل في القبو
وأنام مع جسدي واسمي في حلمٍ واحد.
لا أبحث لحزني عن سريرٍ إضافي.
ولا أنام مع الفكرة الحزينة!
فقط، أبحث لظلي
عن همزة وصلٍ
لم يستعملها أحدٌ قبل ظلي.
  • Like
التفاعلات: ياسين الخراساني

تعليقات

ما أعجزني عن رد تحيتك التي جعلت الشمس قبعة المعنى.أيها الشاعر الكبير.

شكرا أيها الشاعر الشاعر
 
أعلى