د. أحمد جمعة - اسمي أحمد،

اسمي أحمد،
وليس لي من اسمي نصيب؛
فلا أحمد كوني من هذه البلاد
التي لا أملك فيها قبرًا
ولست سوى رقم في سجل كبير
من سجلاتها المحترقة.
لوني قمحاوي
وهذه ميزة استغلتها البلاد
بأن خمّرتني في قصعة الكراهية
ثم حمّصتني رغيفًا طازجًا
للحرب
مغمّسًا بالرصاص.
روحي يتزاحم فيها النعام المفاخر
بتاريخ عريق
من دفن رأسه في الرمل؛
روحي
رمل تشرّب دم الهزيمة.
عقلي ألف فكرة
أكلتها حشرات عملاقة
في أدراج
القادة.
حلمي..!!
لا حلم في بلاد
لم توفر لي مكانًا ولو ضيقًا
للنوم،
ولا حتى صحوًا هادئًا
لحلم يقظة سريع.
في يدي..
خمس عصفورات حزينات
إحداهن
خنقتها بخاتم الزواج،
لا يحق للعصافير الحبيسة
أن تبيض!
في قلبي..
أغصان ألم خضراء
جذور عميقة للحنين
ساق حب محني
وألف فأسٍ يخبئ تحت عمامته
أفكار توابيت وفحم.
في عيني..
منجل انحنى ظهره
حزنًا على
الحقول،
يد لفلاحٍ
ملطّخة بالبارود،
طفلات
ببطون ممتلئة،
وأمهات
مذ وُلِدن يرتدين الأسود
حدادًا على:
الغابات المحترقة
الأغاني الخرساء
الأحلام الذبيحة
الليالي التي قنصوا أقمارها
والبزات المشنوقة
خلف الأبواب!
أنا أحمد
ولا أحمد أبدًا كوني من بلاد
يكيل شعراؤها الحمد
لسارقيها
قصيدة
قصيدة!
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى