إسلام سلامة - ما لا يدَّعي خجلي..

كالعادة فاجأني أبي بسؤاله:
- هل تدخن؟
وأمي حين اصرت
أن قميصي ليلة أمس
امتلأ بهمهة التبغ
وتفاجأت بأن إجاباتي
- في رأيهما – عورة.
انزويت
ريح تتغرغر بالملابس المنشَّرة
وفئران "بالمنور" ساهدة مثلي
وتشاركني انصاتي
في سورة "يس"
فأغافلها
كي أستنشق بعضا
من ألوان فساتين البنت -البيضاء- المعلقة
وما تيسر في الظهور
من اناث الملابس الداخلية.
أغافلها
أنبش في طفولتي؛
ولد يصنع عربة من صناديق البيض
وعلب الصلصة الفارغة
ويدَّعي خجلا
إذا تكشف نهد جارته
التي كان يعدل معها
من وضع أثاث منزلها الفاخر.
فمعذرة
إن أجلت قليلا هذه الليلة
نومك في صدري
فأنا مازلت أحمم في ذاكرتي
الجسد الصارخ لفتاة "البورنو"
وتنبهت بأني مفتون جدا
في أغنية "فيروز"
(كان الزمان)
وأنني انتابني الغضب اليوم
أمام أحد الهواتف العامة
لأن فتاة
يقف ظلها على بعد بوصة مني
قلبها على الطرف الآخر من سماعة الهاتف.
معذرة
فربما فاجأني الشعر بشمس
تكسر حظر التجول في مدينته
وترفع راية الورد على البحر
وتعلن في وجه أبي
أنني ابلغ الآن من العمر
ما لا يدعي خجلي.

# إسلام سلامة
ما لا يدَّعي خجلي - ٢٠٠٤م.



4

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى