محمد علي يحيى "محمد سيزيف" - إليك فقط، لا لأحد سواك يا من علمتني تطويع الأبجدية ريتا!.

كان الوقت صباحا، الطيور ما زالت في وكناتها، عبر نافذة مفتوحة نحو شجرة القضيم رأيت ودبرق جميل يغازل معشوقته عشوشة، كان المشهد رومانسيا جدا، طائران منغمسان دون إكتراث في تبادل القُبل، رياح تراقص أغصان القضيم، الحان الطبيعة الخلابة أضفت للمشهد روعة هوليوودية، فجأة، فارت خميرة الرمسسة في، أحلتُ بنظري مباشرة صوب ريتا التي كانت نائمة بإطمئنان، تأملت وجهها الذي بدت كالبدر في تمامها، جفناها المغلقتان، خداها المتوردان، طبعت على شفتيها قُبلة مجنونة، ما أروع أن يقبل المرء إمرأة نائمة، كانت قُبلة عميقة و لذيذة إستيقظتْ الزهرة النائمة على أثرها.
تبسمتْ ثم أدركت قائلة:
- صباح الخير.
وضعت يدي بحنان على خدها كي لا تهرب مني الحروف فقلت:
- صباح النور لعبادة شمس أيقظها أول شعاع عجول.
ردت بخجل:
- لطالمات أحببت الأصفر يا أول شعاع قبّلني بجنون كي يمنحني تذكرة التورد.
قلت و الرياح تلاعب النافذة:
- ما ذنب الوردة حتى تقطف!.
قالت و هي تعض أطراف أصابعها:
- ذنبها أنها إرتبطت بالرمسسة، و العشاق بطبعهم أطفال لا يكبرون!.
ضحكت بدوري أنا، فقلت و أنا أرنو في عينيها الواسعتين:
- لا ليس صحيحاً، بل ذنبها إنها تشبهك يا اسم الوردة!.
جلست ريتاي وهي تحملق في بغرابة ثم وضعت يديها على خديها فقالت:
- ما ذنب الفراشة كي تقتلها الحديقة.
قلت:
- ببساطة لأنها ضلت الطريق إليك يا أجمل حديقة زاهية.
ضحكنا معاّ، ثم إستأذنت ريتا كي تعد لنا الشاي.
اه من روعة هذا الصباح، من مشهد عابر فقط تعلمت كيف أمارس الحب، لطالما كنت سطحياً جداً لم أفكر يوماً أن أتأمل هذه الملائكة و هي لم تصحو بعد من نومها، لكن اليوم كان مغايرا لدرجة أنني إبتلعت شفاه حبيبتي ريتا!.

# سيزيف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى