عمار ذياب - ERORR 404.. قصة قصيرة

بعـد فحص وتمحيص واسترسال في جلب المعلومـات المطلوبة للمرشحين، تقلصت القائمة لأقل من عشرين شخصاً وقع الاختيار عليهم لإجراء المقابلة النهائية، وتأتي أهميتها لأن الشخص الذي سيلتقي بهم نوح نفسه، فقد بُعثت رسائل واتس آب تبلغ المشاركين بموعد المقابلة.
في اليوم الموعود، تقدم ثمانية عشر رجلاً، إثنين تغيبوا بسبب المواصلات، فشطبوا من القائمة.
جلس نوح عند الطاولة الرئيسية وسط القاعة وأذن للمنظم بإدخال أول شخص له.
تبيّن أنه من أرض النهريـن، سقطت منه عدة أسنان جعلت ضحكته مشوّهة، في رأسه أربعين شيبة وسني عمره تناغي أوتارها الأربعين ، لم يُبعث نبياً بعد، ولكنه يأمل بركوب السفينة. بعد أن قدم الأوراق المطلوبة، أبتسم نوح في وجه الرجل الذي شوّهت وجهه ابتسامته وقال :
- أوراقك ينقصها الكثيــر، مالذي يجعلني أوافق أن تركب السفينة؟
- رد الرجل أنني من أرض النهريــن!
- هل تعتقد أنه سبب كافٍ؟
- هذا ما أقتنعت به كاجابة مناسبة لسؤالك.
- حسناً سنبعث لك بريد إلكتروني بقبولك أو عدمه بعد أسبوع من الآن.
خرج الرجل وعينه تصبو نحو طابورٌ ينتظر الدخول بعده، لفَّ سترته حول ذراعه وأنطلق نحو الشارع، ليجد شباب وقد احتضنوا زجاجات كولا حجم لتر، ويهتفون بأعلى أصواتهم، إنضم لهم وأمله متعلق بسفينة يركبها أو مظاهرة!
وبعـد شد وجذب، ضبط وسطوة، قطعت الدولة الإنترنت عن الجموع. في ظل هذه الإجراءات بقيّ الرجل ينتظر رد نوح على تقدمه، هل قُبل أم لا ؟
بعــد شهر من البحث والتقصي وجد الخادم أن بيـانات الرجــل قد اختفت من الشبكة، ومعلومـــات تخص أكثر من أربعين مليون شخص معها، لا يوجد لهم أثـر على الأرض ولا نملك عنهم شئ سوى يافطةٌ، موسومةٌ عند جباههم والجدار الخلفي لسفينة نوح :البــولُ للحميــر!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى