رزيقة بوسواليم - بساتين الربِّ تحت جلابيبَ عارفة

قلتُ :
اللَّه واحدٌ أحدٌ متعدِّدٌ في الكائنات .
****
قالت الرِّيح :
عزف ناياتي بعيدٌ
سيعيدهُ الصَّدى صوته الأوَّل .
****
قلتُ :
ما أنا ؟
أنا طفو الورقة
على صفحة السرِّ ،
نفخةُ الغيب ثاقبةً عين الوجود .

****
قالتِ الغيمة :
بطْني الحُبلى
وهنًا على وهنٍ أحملُكَ
وأنتَ بذرة المطر في الأرض مازلت رهنَ الغراسِ .

****

قلتُ :
أيُّناَ القريبُ البعيدُ منك منِّي ؟
بصمة وجودكَ معزوفكَ الأزل .
****
قالتِ السَّماء :
رحمي الواسعة
وأنتَ النازل خيطَ ماءٍ طويلٍ لا ينتهي بعقدة .

****
قلتُ :
أرفعني نحو سقفك الأعلى
مثليِ
يدور مع دوَّاماتِ الشَّغفِ سفرَ العاشق المعشوق .

****
قالتِ الغابة :
ابنتي الشَّجرة
وأنا الأمُّ جابرة كسرَ خواطر العُشب تلوكهُ ألسنةَ الحرائقِ .

****
قلتُ :
في هوى الضَّوء ،
تماديتُ شعلةً حتَّى الإحتراق الأخير .

****

قالتِ الأرضُ :
على جبينكَ خطِّي المبين ،
صُنعَ الطِّين قبضتُك رَيْبَ الزوال .

****
قلتُ :
تسلَّلْ إليَّ
تحت قِشراتي الفضفاصة
طبقة من تحت طبقة تُربتي النَّاشئة .

****
قالتِ القطرة :
ضُمَّني إلى عنقك رشَّةً شاهقةَ الرَّائحة
وتعال نقرأ رجفةَ المسامات في علم البشرات الحسَّاسة .

****
قلتُ :
تَمضغُني ريحكَ الهزَّازة
تأخذني دوائر الهذيانِ .
****
قالتِ الكلمة :
اكتبني في قوائم العارفين
نجمةً ترقبُ دلالات النُّور الفصيح .

****
قلتُ :
يُسمِعني الصَّمت
نجوى الأغصان طربا في كفوفها الثَّمرات اليَانعة .

****

قالتِ الأنثى :
تثنَّيت على زند الحبيبِ
وما صحى الحبَّ بنا من سكرتهِ العتيقة .

****
قلتُ :
شوقي الدَّرويش في مدائن الربِّ
على بوابات الشُّروق ينصب رايات الولاءِ .

****
قالتِ المسَافة :
تطاولتُ فيكَ ، حتَّى انكسرَ عمودي
وتماسكتْ بنا ضفيرة اللِّقاء اختصارا .

****
قلتُ :
أنا حبَّة العنبِ
هيِّئني لكأسكَ الشَّاربة دندنةَ شفةَ الدُّنو المُترنح .

****
قالتِ الرَّعشة :
بيدي أسقيكَ ،
ثمَّ أسكبكَ نفضةً نفضةً في عروق الرُّوحِ .

****
قلتُ :
لا تَخذُلني دعوةَ أجنحةِ الوردِ أَدفعها
دمعةً يبكيها قلبي العاشق في ظلامكَ الحاضنِ .

****
قالتِ الرِّيشة :
تسلطنتُ قلبَ الدَّواة
واعتصرتُ الحبر قولاً من كفِّ مِدادها الرقراقِ .

رزيقة بوسواليم /

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى