فؤاد حسن محمد - اغتيال الدفء

أنا أحشر أنفي في الأمر فقط، وعلى أي حال هو خطأ ، إيه ؟؟ لوأنهم صنعوا مدفأة جيدة لتوقفت عن الهجوم عليهم وهتفت معهم نعم للحياة ، لأني مصاب بألم مزمن في الركبة ، لكني أتساءل أكان علي أن ابصق رعشة البرد على قفاهم كي أشعر بالحرارة، على أية حال بدأت أستمتع بلبس الحذاء وكنزه الصوف ،والنافذة أغلقتها ، هي مجرد مساحة من الفراغ ، ولعل الهواء البارد الذي يسكن غرفتي يأتي منها ، لم أقل أني معهم ، طوال الوقت فكري .فكري .فكري في المدفأة ، ذلك سبب المشكلة برمتها .
لا أريد إن أقول ، بوسعي أن أفكر بذلك فقط، يجب أن يكون هناك قانون ،جميل ما يفتون به للشعب لكنه ليس جميلاً ، هناك طرق عديدة لحل المشكلة ، أقصد حل مشكلة البرد ، والتوقف عن قلة الأدب ،كل أثنين رجل وامرأة يتضاجعان ،وليحاولان ألا ينجبان أطفال ، لماذا كل الشعب تلاشى تفكيره بسبب الفتوى ، أنا أراهن أن من أطلق هذه ليس لديه علم بأسماء من ماتوا في الزوايا من شدة البرد ، وكيف له أن يعلم ؟ أذا كان لا يحب النوافذ وأصدر أمراً بأن نظام الجدران أفضل .
-أشكرك كثيراً على ذلك
صحيح أني هجمت على جارتي في غرفتها المظلمة وأشهرت عليها المسدس ، وارتميت عليها ، وحاولت أن أجردها من ملابسها ، وأغتصبها ، لكن قلبي رق لاستغاثتها ،فتركتها ، لكني لم أشعر بالدفء، على الأرجح شعرت أني حيوان ، فشكرتني .
المسألة مسألة مبادئ ، لا إيمانية ولا غير إيمانية ،المرأة رفضت ذلك وأقنعتني أن هناك حل أسهل أن أعد من الواحد إلى المائة وأخذ دش بارد وينتهي الأمر .
كم كنت إنسانياً،عندما تحاشيت إيذاء شعور امرأة،فالمضاجعة شأن شخصي ، وستصبح جريمة إذا نفذت على أساس مبادئ الاشتهاء ،هذا شعاري وأنا أعرف كيف أدافع عنه ، ابن حرام له شاربان ولحية حقير الوجه على حافة قبره ، مفتونا بقطع الرقاب ، لو علم بما قمت به لقطع رقبتي بناء على زعم أن المؤمن يفعل ذلك كرمى لله وليس من اجل استغاثة امرأة .
أنا لا أتحدث عن الدفء بل على العدالة في الدفء ،عندما تريد أن تغتصب لا تستطيع أن تتحدث عن العدالة ،والأمر ليس مجرد أمر امرأة ، ثمة أشياء أخرى ، هذا جيل ...يلتقط ...زبالة ...التاريخ .
يتوافد الرجال جماعات أو على انفراد ويتجمعون مثل طفيليات الفطر التي لا تنمو إلا بالظلمة ،هذا المحرض الغريب الأطوار يبعث على الدهشة ،هذا ما يجعل الأمر إلى حد ما وحشياً ، إذ أن له طعما مخيفا في القلب ، ثم ينطلق صوت هتاف :-العلوي ع التابوت والمسيحي ع بيروت،قذرون في كلامهم ورجسون في أفعالهم ، حاولوا أن يشتروا الشعب باسم الحرية والعدالة والمساواة ،لكنهم رفضوا أن يتعايشوا مع الأقليات .
الهتافات تصبح أقرب ، الفوضى تسود كل شيء تقريبا ، زمر من الشذاذ ترفع أعلاما سوداء وتطلق الرصاص ، صراخ طائفي ، وصخب ، كل شيء كان مضطربا ، ابتعد وأمشي إلى النافذة لأتفرج ، فيلمحني أحدهم ويشير إلي أن أنزل ، أشير له بإبهامي نحو صدري ، فيومئ لي برأسه :نعم
فنزلت وبدأت الهتاف كما يهتفون ، كان ذلك أفضل شيء أعمله كي لا أموت ،كان اليوم جمعة،انه يوم مقزز يشبه نتف عجوز لعضوها الأنثوي ،
، سيئة ، فأنا أعرف الأوضاع ، خنازير غير أكفاء من الحظائر ، أنا رأيت الانحطاط ، خبرته ، أولاد حرام ماكرون ، سيء و أسؤ ، مرضى ومرهقون من تقطيع أوصال العاهرات ، وتهريب المخدرات ، يقتلون باسم الدين .
تباً لأيام الجمعة ، لعنة محمّد عليهم إذا كان لديهم ضمير ،هذا التجمع المقزز من بقي في ذهنه فكرة بين الغذاء والعشاء فهو من المحظوظين .
تلك ليست ثورة أنها شعار ، عنيفون؟ نحن عنيفون ؟ المراهقون أعطوا الأوامر بالعصيان ، ونحن خضعنا ، أليس كذلك ؟ خلال ما أسموه ثورة ذبحوا أشخاص من الوريد إلى الوريد بحجة أنه موالي للديكتاتور ، البارحة قطعوا رقبة فلاحة في الخمسة والعشرون من عمرها لأنها من طائفة الرئيس ، ما هكذا يحكم على رئيس بأنه ديكتاتور ،أتذكر يوم الانتخابات رفعنا أعلام الوطن وسرنا إلى صناديق الاقتراع ونحن نهتف بحياته ، يا لها من سنوات طيبة بعهده ، كان رجلا عظيما ، يؤمن بالشعب ، كان إيمانه بوطنه أقوى بكثير مما نتصور ، حديثه الطيب والطريقة التي يتحدث بها كأنها روائح الأشجار ، كان رجلا عظيما لكنه رافض ، أما أنا فلا أستطيع أن احكم على عظماء الرجال من خلال دينهم . اعتقد أن الشبه في الفعل كبير بيني وبينهم ، وأن كنت أختلف معهم بالتفكير .
قال لي أحدهم :
-قتلنا الفتاة كي ننقذ شعب ؟؟؟؟
أترى الآن لماذا أنضم إليهم ، ولا أعبأ بما يحدث ، يمكنهم أن يقتلوا أي كان دون أن يبالوا.
أقضي أيام الجمعة على هذا النحو ، التقط الأخبار , لكن ثمة شئ يجب أن يقال حول الغيرية في جعل البعض إن يكون مستعداً تماماً ، للموت أو الشهادة ، يجب أن استعد من أجل وطن نبيل خال من المخالفين .
_ سيجارة
- يا أعمى لا أريد واحدة لعنة الله عليك
هذا ما استطعت أن أصرخ به على باب بائع الغاز،صرخت :
-لا أريد سيجارة ... أريد غاز أو مازوت ..اللعنة عليك ...أريد أن اتدفء
ولعلني اعتقدت إنني كنت في الجبهة ، كان يمكن أن أطلق النار عليه ، ولعله اعتقد إني قادر على فعل ذلك فصمت ، لكن كيف يمكنني أن أطلق عليه النار ،لعل لديه أطفال ، وأنا الذي أريد أن أنقذهم لذا أكتفيت بصفعه على وجهه لأنه من طائفتي.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى