سلوى اسماعيل - أيها الرغيف

أيها الرغيف
أعرفك مُذ كنت جنيناً، في رحم سنبلة
خوفك و المنجل
الأنين الصامت
حين الرّحى حباتك تسحق
وجهك القمري وشم في ذاكرة زمن ولّى
وأنت تتراقص بين أكف تخاف لسعة حرارتك وتقهقه
ومؤمن يرفع فتاتك من الطريق مع قبلة شكر لله
قبل ان نثرها للطيور
أيها الكثير، ياحلم الفقير
لماذا اغتالوا ملامحك
مرة البيادر تُحرَق
مرة الطحين يُسرَق
وقافلة الجياع تتمدد وتكبر
والجسد ذراع يستجدي ،في طابور الموتى
ياسميننا حزين يبكي
تنهار وريقاته
نهر تسبح فيه لعنات ودعاء
لم يبقَ في القلب إلا غصة حزن البيادر
ومناجل تحصد الروح قبل السنبلة
جوع
مرض
أشباح وخيرات تُنهَب
هذا وطني المسجى بين يديّ الموت
زنزانة لمن يصرخ
لمن يجوع ،لمن يعطش
الكل يزحف
والهدف رغيف يقضمه على ضوء شمعه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى