هيلانة الشيخ - بيت سيئ السمعة.. قصة قصيرة

استأجرت شقةً في الطابق الثاني. لست من هواة الطوابق العالية، تحسبًا لقطع الكهرباء والماء.
ربما أعاني من "فوبيا" المرتفعات خاصةً بعد تعرض قطّي السفيه للسقوط من الشرفة مرتين!
ففي مواسم الإخصاب تُهيجه كلبة الجيران، فيقفز من علوِ ثلاثة أمتار أقل ضررًا من سقوطه من العاشر العاهر.
نحن النساء المسنات نتقوقع برفقة حيواناتنا الأليفة، نتجنب الخوض في عوالم الغرباء عن طقوسنا التي اعتدناها، ومرغمة سكنتها.
مع دخول الشتاء أحاول الخروج للسير برفقة قطّي تحت أشعة الشمس لمكافحة الرطوبة التي بدأت تتسرب إلى مفاصلي وتنخر عظامي، أرتدي معطفي الوردي وأتجه نحو أقرب منتزه، رغم محاولاتي لتجنب الجيران فلا بد من الاصطدام بأحدهم.
مرةً أصطدم بجارتي أم حسن تخرج من شقة حسنين النجار، علمًا أن زوجته سافرت قبل يومين إلى الدوحة لتغطية مؤتمر صحفي، ومرة أصطدم بجاري أبو حسن يخرج من شقة جارتي حليمة التي سافر زوجها للعمل في السعودية، والكارثة أني شاهدت أم حسن البارحة تعانق حليمة وتعاتبها: اشتقت إليك يا ملعونة، منذ مدة لم نتناول القهوة معًا.
لترد حليمة: تعرفين مشاغل الحياة زادت عليّ بعد سفر أبي أحمد للسعودية، حتى أنبوبة الغاز صارت مشكلة!
وكلما استخدمت السلالم أصطدم بحسن- على عجلة- صعودًا نزولًا يحاول غلق بنطاله.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى