سلوى اسماعيل - جدتي من وجهها يشرق الصباح

جدتي
من وجهها يشرق الصباح
جداول طيبة ونهر
شفاه لا تنطق إلا اسماء الله ،وحكايا آخر الليل
حتى تغفو الطفولة
جدتي لم يبقَ منها
إلا مسبحة يضوي على حباتها وجه الله
كلما اجتاحني الظلام
وعكاز يدلني على الطريق كخريطة
لدول أحلم باللجوء إليها
جدتي لازالت كلماتها منحوتة على جدار الذاكرة
الخير سينتصر على الشر
النور سيغلب الظلام
وتنور حارتنا سيبقى مشتعلا
والرغيف يدور بين البيوت
وستبقى ضحكات شباب وصبايا الحيّ مضيئة
بليالي سلق الحنطة
ينضج الحُب مع نضوج الحَبّ
وكل الأطفال حلقة حول النار بين صحوة وغفوة
يحضن صحنه ،بانتظار حبات قمح طرية مع رشة سكّر
قبل أن تُرْفَع بدلاء على أسطح المنازل تُفرش
لم يبق شيء جدتي
إلا الشر والظلام وعكاز انكسر عند أول مطب
تلاشت ضحكات الشباب ،غادرتنا الأعراس
والحنطة في مخابز الأشرار ،تعفّنت
وهي تبكي أوعية السلق والنار وحلقات الأطفال
ورنة الصحن المعدني
كل الحبال تقطّعت جدتي
الدلاء فارغة فارغه
والأسطح سكنتها أسراب الغربان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى