منال محمد علي - كانت حصتى ثمانية وعشرون حرفا

كانت حصتى ثمانية وعشرون حرفا
كلها جافة كسولة تتمطى حبال الوقت دونما اكتراث
وبينما أحاول أبلل ريقها أو أشدها لحوضى
تنتزع أصابعى وتربط فوق عينى شريطا أسودا لتظلم الصفحات فلا أرى موضعا أخط فيه ما يوشك أن يتسبب فى حرقة تمسك بقلبى
أنا من صنع لهم دولابا
ورتب أحلامهم التى تسعى كالدراويش
وخلصت لهم راية من خرقة مطرزة بالدهشة
لأغريهم بالسير خلفها
ثم كنت الدهشة نفسها فأشعلت كل شىء فى حدود ما أرى
حتى بات الدخان مكتمل الكثافة ليصعد على هيئة سحابة
غادرت الأرض للسماء
وكانت الشمس قطيفة متوهجة
أغريتها بحجرتى
وأمسكت من خيوطها أربعة وقصصت عليهم قصة العفريت الذى جاء بالعرش
لم يفهموا أى عرش
لكنهم أحبوا أنه جاء
إذ ربما نحتاجه كأستراحة فى آخر الرحلة
غادرنا العلب التى تعودنا أن نخزن بها أنفسنا وقت الكساد
حينما يصبح الشعر أبخس من حبة برتقال
كنا نزيح عنا الكآبة بمقشات تركتها ساحرات العصور العتيقة
وكانت هناك شجرة أصابها العجز
فركنت لجزعها فى انتظار عربة تقلها
وحينما جاءت ...
ركبنا جميعا وكنا نمسك بأيدينا مخافة الهلاك
وحين أختارت الحديقة أن تبقيها ...ونرحل
لوحنا لها بهواتفنا كى تتصل بنا عند الحاجة
كانت حصتى ثمانية وعشرون حرفا
غرست بها ما تيسر من سنابل
وجلست فوق الغيم
أنتظر الحصاد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى