صلاح عبد العزيز - مالك بن الريب، فى قبضة الإله.. شعر

ليس لى غير تلك الأفعى،..
سيعيش الشعراء وأموت ،..
لم أجمع أشعارى فى كتاب
ولا دواوينى.
سأموت
دون أن يذكرنى أحد،..
دون أن يقرأنى أحد،..
دون أن يعرف العالم
ذلك الشاعر وآلامه،..
ذلك الشاعر الميت وهو حى،..
كيف أعيش وأنا ميت .
البعض يحمل خشبته
وأنا أحمل الموت
وأمضى
لفتحة بمقدار رَجُلٍ ترك مفصلاته بلا صرير .،، أخطو بقدم عرجاء ، بنصف قدم فقط ، أشير بإصبع مقطوع .،، ما بين قدمى غراب وذئب ، أتنفس عشرات الأيدى ، قدمى أرض تترنح ، خرجت من باب لجدار ، لكننى لم أعد أسير سيرتى،.. قفزات أرنب بينى وبين العالم فى صدرى أصابع شجر متعرش ،.. الأمنيات مائدة ضوئية ، قمر ... لوحات إرشادية فى أوردة يهملها الجسد ، عالم مثالى لا تأكله الضفادع ، بين الدخول والخروج لا أخرج ولا أدخل ، .
الشاعر الميت وهو حى ، عيناه عين لص ، قدمه قدم غراب ، يده مخلب صقر ،
ومع ذلك
لم يذكره أحد
لم يعرف العالم أنه شاعر
لم يعرف أبداً .
حززتِ بالدمعِ قلبى
و
أريد الراحة على حِجرك
أريد أن
تقطعى الآن قلبى
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ
عرْضَه
وليتَ الغضى ماشى الرِّكاب
لياليا *
و
أنا في قبضة الإلـه
إذا كـنتُ بعيدًا
أو
كنت منكِ قريبـا * .
فى البعد منك متاهة
فى القرب منك متاهة
ماذا افعل؟!
بين المتاهتين
أحمل السلاح
و
أحمل الموت
غائب فى الحياة
و
غائب عن الحياة
غرست نفسى فى الطين
ولم أنبت
انحرف ماء حياتى وجف
نشف جذرى
فى شقوق الطين
صرخت فى صحرائى
ولم يسمعنى أحد .
صلاح عبد العزيز - مصر 🇪🇬 🇪🇬 🇪🇬
--------------------------
هامش :
مالك بن الرَّيْب التميمى
استغل قوته في قطع الطريق
الميلاد: 641 م،
نجد، عمان
الوفاة: 677 م ، 60 هجرية
لما كان ببعض الطريق أراد أن يلبس خفه، فإذا بأفعى في داخله فلسعته فلما أحسّ بالموت استلقى على قفاه ثم أنشأ يقول وذكر قصيدته اليائيَّة الطويلة التى يرثي بها نفسه ويصف قبره .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى