محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - حين عبرت بالبقالة لأشتري "أباً".. شعر

حين عبرت بالبقالة

لأشتري " اباً " ، كنت ابحث عن رجل ذو شارب
ويد قوية
تسحبني لأقطع الطريق السريع
يد تحملني
حين انام ، على الكنبة
حالماً بكوكب " زمردة "
وعالم هزيم الرعد
لكنني حين كبرت عرفت انني كنت بحاجة
لابي الذي يحتمل
رائحة الثمالة في فمي ، و فوضى غُرفتي ، وعشقي لارداف النساء
وحين ساومت سمسارا
حول ثمن الاسم ، كان يود ان يسميني اسماً غيري
لأنه ارخص
كنت عندها ربما ، ساكون ذاك الاخر
لكنت مجرد حطاب يجرح الغابة ليبني منزلا ، او اريكة او تابوتاً
او حمالا
يحمل السماء لكي لا تتسخ في الوحل ، او تسقط على المارة حين يعبرون نحو الخراب اليومي
او كنت نشالاً
اسرق شالات الفتيات ، لأجمع عنه العطر وابيعه للشعراء الخجولين
قد اصبح فناناً
او صانع توابيت
لكن غشني بالاسم ، بحروفه الملونة ، ولهجته المطوية بعناية
فدفعت كل حروفي التي ادخرتها
وحين وصلت الى البيت
كان الاسم فارغاً ، مثل ذاكرة الاحتضار
وحين ذهبت لاشتري اماً
لم احمل معي الذاكرة ، لهذا اشتبهت في دموعها الصامته ، مذاق الحليب
وحين اردت شراء اخوة لي
كنت حريصاً بأن لا اكرر خطأ يوسف
سألتهم هل تعرفون " الجُب "
تلفتوا ، وتهامسوا ، ثم قالوا اتقصد
حذاء المشردين على الطرقات ؟
لا ادري ما يجمع الاثنين
لكنني ابتسمت
ثم اشتريتهم
احد عشر اخاً
في الطريق فتح احدهم حقيبة ، اخرج قافلة العزيز
حطمها بحذائه
ثم نثرها للنسور
وقال لي
اتقصد ذاك البئر " بالجب "
اطمئن لا عزيز سيعبر بك الآن
اصنع عزيزك من ضباب العزلة وأنج إن استطعت
ثم قذفوا بي
و حين اردت شراء الحبيبة تعجبت ؟
فقد باعها حبيبها
ليشتري معطفاً لحبيبة اُخرى اتعبتها خيول الشتاء
اعطيته معطفاً ، وقفازات
و جمراً وحطباً
شكرني ثم وضعها لي في كيس من الخيبة الملونة
قبل شراء تلك الحبيبة
كان البائع حريصاً على أن يروج بضاعته
اراني نهديها المنتصبتين ، كاصابع الثوار
ابتسامتها مكسورة الرائحة
فمها واثار القُبلات الناقصة ، شعرها ، ابجدياتها الصماء
اغنياتها التي لم تتجاوز حمامها
او حدود الشفاه
اراني كل شيء
لكي لا اُعيد البضاعة اليه
لكن يالغبائه
لم يرني الثُقب القديم في ذاكرتها ___
لو اكتشفه لأدرك ان الربيع محبوس هناك وما كانت حبيبته الغبية ستحتاج معطفاً
لم يرني مفتاح عينيها ____
لو رأه لادرك معنى أن يكون للانسان لغةً تُمثله بكل الغوايات الممكنة
ولو ادرك القيد الذي يُكبل يديها
لأدرك
معنى أن يكون تابوتك ___ ايادي تمنحك ابدية الدفء
وحين دخلت المعبد
وصليت نحو الحقيقة ، ورأيت قسيساً
يبيع الشوارع للعصافير
ويغشهم بالشتاء
اخذت حذري ، اريده أن يبيعني رباً
سألته
اُريد رباً جميلاً لاني اناضل لانال السلام
ابتسم لي
طلبك معي ، اختر ما شئت
هذا الرب منح امرأة مولوداً ، لن تصدق كان المولود سقراط
ااه لا اريده
"فسقراط كان بشعاً "
لا بأس ، ذاك الذي يجلس على الرف
اشتراه نيوتن ليكتشف قانون الجاذبية ، ويمنحنا كل هذه العلوم
ما دخلي بالجاذبية
" اُريده لي "
ااه فهمت قصدك
ذاك الوسيم ، هو الذي دل " باريس " نحو نهدي هيلين ، وضفائر شعرها و اشجار الربيع التي تزهر بين عينيها
" بربك ، لست نرجسياً لاخسر شعبا لاجل نزوة "
قال لي حدد لي مواصفات ستجدها لدي
قلت له
اريده نحاتاً ، حين استيقظ اجده قد نحت لي عصفورة لتوقظني حتى لو افوت قطار السابعة
اريده رساماً ، ليرسمنا " انا و/هي " نائمين ، عاريين في ارجوحة القاموس ، تهدهدنا كل القصائد
اريده حارساً للاحلام المزعجة ، يبتلع الكوابيس ثم ينفث لنا من بين يديه مروجاً
تُناسب قهوتنا الصباحية
اُريده مدافعا ضد الطغاة ، ومظلة تحمي النازحين
زهرة لاطفال الرياض ، خاتماً للمتزوجين البائسين ، فراشة تعمل خادمة في حدائق الحالمين
اريده نجاراً ، ليرتق كوخنا الخشبي ، ويصنع للقبل التي تنفق نعشها
اريده حداداً ليكسر قيودنا ، حين تكبلنا المدينة بالنفاق
اريده كل شيء
قال لي القسيس
لكنك تملك كل شيء اشار نحو فمها فابتسمت
وكان
" كل شيء "

# عزوز



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى