مقتطف عديقي اليهودي (16) زوجة الخصي المصري تراود يوسف عن نفسه!!

(16)

* زوجة الخصي المصري تراود يوسف عن نفسه !!

عدت إلى مرافقة أبي للإستماع إلى محاضرات عارف نذير الحق . تساءل أبي عما إذا كنت سأعشق الرجل أم أن الأمر مجرد رغبة في الإستماع إليه وهو يقرأ لنا فصول توراتنا ويعلق عليها ؟ لم يفاجأ أبي لتأثره بشخصية عارف ، حين قلت له :

- في الحقيقة باب أن الرجل من النوع الذي يعشق رغم شيخوخته !

- ما الذي أعجبك أكثر في شخصيته ساراي؟

- ثقافته باب . أنا لم اواجه رجلا في حياتي يحمل هذه الثقافة المختلفة إلى حد كبير عن مختلف ثقافات الآخرين. شعرت وأنا أقرأ تسجيلات محاضراته ومن ثم أستمع إليه أنني أمام فيلسوف من نوع أفلاطوني مختلف ينقلني إلى عصور مابعد التاريخ المعاصر، عصور أقرب إلى الحلم الإنساني !

- يبدو أنه كذلك آبا ! انسان لديه رؤية شمولية للوجود والغاية منه . يحمل فكرا انسانيا ينتمي إلى حضارة مستقبلية ينبغي على البشرية أن تسعى إليها، ليكون لوجودها معنى .. ولا ينظر إلينا كمحتلين لوطنه خارج هذه الرؤية ، بل إنه يفترض لنا مستقبلا مشتركا مع العرب غير معزول عن العالم ، يساهم في صنع الحضارة بدلا من أن يكون عبئا عليها ..

وجدنا عارف قد سبقنا وأحضر معه دلّة فيها قهوة . رحب بنا وشرع في سكب القهوة لنا في فناجين صغيرة . قال أبي أنه لن يشرب القهوة ما لم يعده عارف بتلبية دعوته على غداء أوعشاء . وعده بأنه سيحاول تلبية الدعوة بعد أن نختتم قراءة وتحليل سفرالتكوين . وشرع في الحديث :

- في الفصل الخامس والثلاثين نجد مؤلفا يؤكد على قدسية الإله الكنعاني إيل وعلاقة يهوه به :

1 ثم قال الله ليعقوب : قم اصعد إلى بيت إيل وأقم هناك، واصنع هناك مذبحا لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك

2 فقال يعقوب لبيته ولكل من كان معه: اعزلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهروا وأبدلوا ثيابكم

يبدو أن راحيل ما تزال محتفظة بآلهة أبيها ! والغريب أن يعقوب عرف ذلك وإلا كيف طلب عزل الآلهة !

3 ولنقم ونصعد إلى بيت إيل، فأصنع هناك مذبحا لله الذي استجاب لي في يوم ضيقتي، وكان معي في الطريق الذي ذهبت فيه

4 فأعطوا يعقوب كل الآلهة الغريبة التي في أيديهم والأقراط التي في آذانهم، فطمرها يعقوب تحت البطمة التي عند شكيم

5 ثم رحلوا، وكان خوف الله على المدن التي حولهم، فلم يسعوا وراء بني يعقوب

يقصد أن سكان المدن الكنعانية كان لديهم مخافة الله، أي مخافة الإله إيل فلم يلحقوا بهم ، فهل سامحوهم بمقتل رجال شكيم ونهبها وسبي نسائها ؟

6 فأتى يعقوب إلى لوز التي في أرض كنعان، وهي بيت إيل. هو وجميع القوم الذين معه

7 وبنى هناك مذبحا، ودعا المكان إيل بيت إيل لأنه هناك ظهر له الله حين هرب من وجه أخيه

8 وماتت دبورة مرضعة رفقة ودفنت تحت بيت إيل تحت البلوطة، فدعا اسمها ألون باكوت

لم يكن دور مهم لدبورة من قبل في حياة العائلة فلماذا ظهرت عند موتها ؟

كما يفترض أنها مع اسحق في حبرون ( الخليل)

9 وظهر الله ليعقوب أيضا حين جاء من فدان أرام وباركه

10 وقال له الله: اسمك يعقوب. لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب، بل يكون اسمك إسرائيل. فدعا اسمه إسرائيل

عرفنا ذلك من فصل المصارعة فلماذ تكراره الآن ؟

11 وقال له الله: أنا الله القدير. أثمر واكثر. أمة وجماعة أمم تكون منك، وملوك سيخرجون من صلبك

هلكنا يهوه بهذه الوعود من ابراهيم إلى اسحق فيعقوب !

12 والأرض التي أعطيت إبراهيم وإسحاق، لك أعطيها، ولنسلك من بعدك أعطي الأرض

يكثر خيرك فهمنا والله كم مرة ستمنحهم الأرض ؟

13 ثم صعد الله عنه في المكان الذي فيه تكلم معه

- ما له حق كان لازم يتغدى معه!

شرعت في الضحك ، فيما عارف يتابع وهو يبتسم :

14 فنصب يعقوب عمودا في المكان الذي فيه تكلم معه، عمودا من حجر، وسكب عليه سكيبا، وصب عليه زيتا

كمان الحجر بده سكيب وزيت ؟!

15 ودعا يعقوب اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت إيل

قبل أن يصعد هو وأسرته إلى البلده قال أنه سيصعد إلى بيت إيل ، أي أن اسمها كان بيت إيل قبل أن يصعد إليها ،أما الآن فلم تتحول إلى بيت إيل إلا بعد أن ظهر يهوه فيها وأقام له يعقوب عمودا !!

16 ثم رحلوا من بيت إيل . ولما كان مسافة من الأرض بعد حتى يأتوا إلى أفراتة، ولدت راحيل وتعسرت ولادتها

17 وحدث حين تعسرت ولادتها أن القابلة قالت لها: لا تخافي، لأن هذا أيضا ابن لك

18 وكان عند خروج نفسها ، لأنها ماتت، أنها دعت اسمه بن أوني. وأما أبوه فدعاه بنيامين

19 فماتت راحيل ودفنت في طريق أفراتة، التي هي بيت لحم

الحق على يهوه كان يجب أن يقف مع راحيل في ولادتها . فهل تركها تموت هكذا؟

20 فنصب يعقوب عمودا على قبرها، وهو عمود قبر راحيل إلى اليوم

21 ثم رحل إسرائيل ونصب خيمته وراء مجدل عدر

بدأ المؤلف يوظف اسم اسرائيل بدلا من يعقوب حسب ما أوصى يهوه !

22 وحدث إذ كان إسرائيل ساكنا في تلك الأرض، أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية أبيه، وسمع إسرائيل وكان بنو يعقوب اثني عشر

سمع يعقوب أن ابنه رأوبين ضاجع بلهة أم ابنيه دان ونفتالي ولم يفعل شيئا . هذا الأمر سيكون له شأن في الفصل السابع والثلاثين مع يوسف، فهو من أعلم أباه (بالنميمة) وهي مضاجعة رأوبين لبلهة، التي لم يخبرنا المؤلف كيف سمع يعقوب بها !

27 وجاء يعقوب إلى إسحاق أبيه إلى ممرا، قرية أربع، التي هي حبرون، حيث تغرب إبراهيم وإسحاق

28 وكانت أيام إسحاق مئة وثمانين سنة

29 فأسلم إسحاق روحه ومات وانضم إلى قومه، شيخا وشبعان أياما. ودفنه عيسو ويعقوب ابناه .

إذا كانت أعمار بني اسرائيل في ذلك الزمن هكذا ، فيفترض أنها الآن تتجاوز الألفي عام مع تقدم الطب !

****

في الفصل السادس والثلاثين يبدأ المؤلف بتعداد أبناء عيسو وأنسالهم كما يتطرق ثانية إلى نسائه :


[SIZE=22px]1 وهذه مواليد عيسو، الذي هو أدوم [/SIZE]
2 أخذ عيسو نساءه من بنات كنعان: عدا بنت إيلون الحثي، وأهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحوي

3 وبسمة بنت إسماعيل أخت نبايوت

4 فولدت عدا لعيسو أليفاز، وولدت بسمة رعوئيل

5 وولدت أهوليبامة: يعوش ويعلام وقورح. هؤلاء بنو عيسو الذين ولدوا له في أرض كنعان

6 ثم أخذ عيسو نساءه وبنيه وبناته وجميع نفوس بيته ومواشيه وكل بهائمه وكل مقتناه الذي اقتنى في أرض كنعان، ومضى إلى أرض أخرى من وجه يعقوب أخيه

7 لأن أملاكهما كانت كثيرة على السكنى معا، ولم تستطع أرض غربتهما أن تحملهما من أجل مواشيهما

الطريف أن يستخدم المؤلف تعبير ( أرض غربتهما ) وكأنه لا يقتنع بمنح الرب الأرض لبني ابراهيم واسحق واسرائيل !


8 فسكن عيسو في جبل سعير. وعيسو هو أدوم

9 وهذه مواليد عيسو أبي أدوم في جبل سعير

10 هذه أسماء بني عيسو : أليفاز ابن عدا امرأة عيسو، ورعوئيل ابن بسمة امرأة عيسو

11 وكان بنو أليفاز: تيمان وأومار وصفوا وجعثام وقناز

12 وكانت تمناع سرية لأليفاز بن عيسو، فولدت لأليفاز عماليق. هؤلاء بنو عدا امرأة عيسو

13 وهؤلاء بنو رعوئيل: نحث وزارح وشمة ومزة. هؤلاء كانوا بني بسمة امرأة عيسو

14 وهؤلاء كانوا بني أهوليبامة بنت عنى بنت صبعون امرأة عيسو، ولدت لعيسو: يعوش ويعلام وقورح

15 هؤلاء أمراء بني عيسو: بنو أليفاز بكر عيسو: أمير تيمان وأمير أومار وأمير صفو وأمير قناز

يتابع المؤلف إيراد ما هب ودب من الأسماء وما تبع أصحابها من قبائل وأمم !!


16 وأمير قورح وأمير جعثام وأمير عماليق. هؤلاء أمراء أليفاز في أرض أدوم. هؤلاء بنو عدا

17 وهؤلاء بنو رعوئيل بن عيسو: أمير نحث وأمير زارح وأمير شمة وأمير مزة. هؤلاء أمراء رعوئيل في أرض أدوم. هؤلاء بنو بسمة امرأة عيسو

*****

يطالعنا السفر السابع والثلاثين بالحديث عن نميمة أخبرها يوسف لأبيه يعقوب، لا نعرف ما هي، ولا شك أنها هي من جعلت أخوته يكرهونه .. وحسب ما ذكر في النصوص ليس هناك حدث سري يدعو للنميمة سوى مضاجعة رأوبين لبلهة زوجة أبيه وأم أخوية دان ونفتالي . وربما زاد ذلك من محبة أبيه له كونه آخر العنقود وابن راحيل المحبوبة الأولى :

2 هذه مواليد يعقوب: يوسف إذ كان ابن سبع عشرة سنة، كان يرعى مع إخوته الغنم وهو غلام عند بني بلهة وبني زلفة امرأتي أبيه، وأتى يوسف بنميمتهم الرديئة إلى أبيهم

أي أن يوسف كان راعيا لقطعان دان ونفتالي ابني بلهة من ضمن ما يرعى من قطعان . ولذلك سمع بمضاجعة راوبين لبلهة أمهما واعتبرها نميمة.

3 وأما إسرائيل فأحب يوسف أكثر من سائر بنيه لأنه ابن شيخوخته، فصنع له قميصا ملونا

4 فلما رأى إخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميع إخوته أبغضوه، ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام

ومما زاد الأمر سوءا هو أحلام يوسف التي تنم عن طموح فوقي بالتسيد على الآخرين حتى اخوته وأسرته:

5 وحلم يوسف حلما وأخبر إخوته، فازدادوا أيضا بغضا له

6 فقال لهم: اسمعوا هذا الحلم الذي حلمت

7 فها نحن حازمون حزما في الحقل، وإذا حزمتي قامت وانتصبت، فاحتاطت حزمكم وسجدت لحزمتي

8 فقال له إخوته: ألعلك تملك علينا ملكا أم تتسلط علينا تسلطا ؟ وازدادوا أيضا بغضا له من أجل أحلامه ومن أجل كلامه

9 ثم حلم أيضا حلما آخر وقصه على إخوته، فقال: إني قد حلمت حلما أيضا، وإذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا ساجدة لي

هذا الحلم يرقى به إلى مرتبة ألوهية !

10 وقصه على أبيه وعلى إخوته، فانتهره أبوه وقال له: ما هذا الحلم الذي حلمت ؟ هل نأتي أنا وأمك وإخوتك لنسجد لك إلى الأرض

نسي يعقوب أن راحيل ماتت! إلا إذا كانت ستخرج من القبر لتسجد لابنها!

11 فحسده إخوته، وأما أبوه فحفظ الأمر

12 ومضى إخوته ليرعوا غنم أبيهم عند شكيم

13 فقال إسرائيل ليوسف : أليس إخوتك يرعون عند شكيم ؟ تعال فأرسلك إليهم. فقال له:هأنذا

غير معقول أن تكون الإقامة في الخليل وأن يتم الرعي في نابلس . هذا يعني أن القطعان ستقطع عشرات الكيلو مترات يوميا لترعى ! وهذا يشير إلى أن المكانين قريبان جدا من بعضهما بحيث يمكن للقطيع أن يصل المراعي خلال نصف ساعة على الأكثر .

14 فقال له: اذهب انظر سلامة إخوتك وسلامة الغنم ورد لي خبرا. فأرسله من وطاء حبرون فأتى إلى شكيم

19 فقال بعضهم لبعض: هوذا هذا صاحب الأحلام قادم

20 فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول: وحش رديء أكله. فنرى ماذا تكون أحلامه

هل يمكن لأخوة أن يفكروا بقتل أخيهم بهذه البساطة !؟

21 فسمع رأوبين وأنقذه من أيديهم، وقال: لا نقتله

رأوبين تحديدا هو من كان ضد الأمر، ربما لأن يوسف كان حريصا على أن لا يعرف أبوه بقصته مع زوجته بلهه وأخبره عنها كنميمة!

22 وقال لهم رأوبين: لا تسفكوا دما. اطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا إليه يدا. لكي ينقذه من أيديهم ليرده إلى أبيه

23 فكان لما جاء يوسف إلى إخوته أنهم خلعوا عن يوسف قميصه، القميص الملون الذي عليه

24 وأخذوه وطرحوه في البئر. وأما البئر فكانت فارغة ليس فيها ماء

25 ثم جلسوا ليأكلوا طعاما. فرفعوا عيونهم ونظروا وإذا قافلة إسماعيليين مقبلة من جلعاد، وجمالهم حاملة حاملة كثيراء وبلسانا ولاذنا، ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر


26 فقال يهوذا لإخوته: ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه

27 تعالوا فنبيعه للإسماعيليين، ولا تكن أيدينا عليه لأنه أخونا ولحمنا. فسمع له إخوته

28 واجتاز رجال مديانيون تجار، فسحبوا يوسف وأصعدوه من البئر، وباعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة. فأتوا بيوسف إلى مصر

كان يجب أن يتم الحديث عن المديانين وقدومهم قبل الإسماعيليين .!

ثمة سرد ضعيف جدا .. في النص القرآني ترد قصة يوسف بلغة غاية في البلاغة والجمال .


29 ورجع رأوبين إلى البئر، وإذا يوسف ليس في البئر، فمزق ثيابه

يفترض ان البئر كانت على مرأى من أعينهم وإلا كيف رأوا الإسماعيليين ؟

30 ثم رجع إلى إخوته وقال: الولد ليس موجودا، وأنا إلى أين أذهب

31 فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم

32 وأرسلوا القميص الملون وأحضروه إلى أبيهم وقالوا: وجدنا هذا. حقق أقميص ابنك هو أم لا


33 فتحققه وقال: قميص ابني وحش رديء أكله، افترس يوسف افتراسا

34 فمزق يعقوب ثيابه، ووضع مسحا على حقويه، وناح على ابنه أياما كثيرة


35 فقام جميع بنيه وجميع بناته ليعزوه، فأبى أن يتعزى وقال: إني أنزل إلى ابني نائحا إلى الهاوية. وبكى عليه أبوه

36 وأما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون، رئيس الشرط

****

وهكذا انتهى يوسف إلى مصر ليبدأ نجمه بالصعود . غير أن قصة بطلها يهوذا ترد في الفصل الثامن والثلاثين تدخل على قصة يوسف دون أي مبرر .وكان يجب أن تحتل فصلا في مكان غير هذا . .


1 وحدث في ذلك الزمان أن يهوذا نزل من عند إخوته، ومال إلى رجل عدلامي اسمه حيرة

2 ونظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع، فأخذها ودخل عليها

3 فحبلت وولدت ابنا ودعا اسمه عير

4 ثم حبلت أيضا وولدت ابنا ودعت اسمه أونان

5 ثم عادت فولدت أيضا ابنا ودعت اسمه شيلة. وكان في كزيب حين ولدته

6 وأخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار

7 وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب، فأماته الرب

لم نعرف شيئا من شرانية عير وكيف أماته الرب !


8 فقال يهوذا لأونان: ادخل على امرأة أخيك وتزوج بها، وأقم نسلا لأخيك

كيف يكون النسل لأخيه ؟


9 فعلم أونان أن النسل لا يكون له، فكان إذ دخل على امرأة أخيه أنه أفسد على الأرض، لكي لا يعطي نسلا لأخيه

وهذا صدّق أن النسل سيكون لأخيه فقذف على الأرض وليس في فرج ثامار !


10 فقبح في عيني الرب ما فعله، فأماته أيضا

أصبح يهوه يعرف وينتقم بالموت !


11 فقال يهوذا لثامار كنته: اقعدي أرملة في بيت أبيك حتى يكبر شيلة ابني. لأنه قال: لعله يموت هو أيضا كأخويه. فمضت ثامار وقعدت في بيت أبيها

12 ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امرأة يهوذا. ثم تعزى يهوذا فصعد إلى جزاز غنمه إلى تمنة، هو وحيرة صاحبه العدلامي

13 فأخبرت ثامار وقيل لها: هوذا حموك صاعد إلى تمنة ليجز غنمه

14 فخلعت عنها ثياب ترملها، وتغطت ببرقع وتلففت، وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة، لأنها رأت أن شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة

15 فنظرها يهوذا وحسبها زانية، لأنها كانت قد غطت وجهها

16 فمال إليها على الطريق وقال: هاتي أدخل عليك. لأنه لم يعلم أنها كنته. فقالت: ماذا تعطيني لكي تدخل علي

17 فقال: إني أرسل جدي معزى من الغنم. فقالت: هل تعطيني رهنا حتى ترسله

لا أظن أن مضاجعة زانية كانت تساوي جديا ذلك الزمن !


18 فقال: ما الرهن الذي أعطيك ؟ فقالت: خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك. فأعطاها ودخل عليها، فحبلت منه

النساء دائما في حالة اخصاب وجاهزات للحبل !


19 ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها

20 فأرسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلامي ليأخذ الرهن من يد المرأة، فلم يجدها

21 فسأل أهل مكانها قائلا: أين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق ؟ فقالوا: لم تكن ههنا زانية

22 فرجع إلى يهوذا وقال : لم أجدها. وأهل المكان أيضا قالوا: لم تكن ههنا زانية

23 فقال يهوذا: لتأخذ لنفسها، لئلا نصير إهانة. إني قد أرسلت هذا الجدي وأنت لم تجدها

24 ولما كان نحو ثلاثة أشهر، أخبر يهوذا وقيل له: قد زنت ثامار كنتك، وها هي حبلى أيضا من الزنا. فقال يهوذا: أخرجوها فتحرق

25 أما هي فلما أخرجت أرسلت إلى حميها قائلة: من الرجل الذي هذه له أنا حبلى وقالت: حقق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه

26 فتحققها يهوذا وقال : هي أبر مني، لأني لم أعطها لشيلة ابني. فلم يعد يعرفها أيضا

27 وفي وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان

28 وكان في ولادتها أن أحدهما أخرج يدا فأخذت القابلة وربطت على يده قرمزا، قائلة: هذا خرج أولا

29 ولكن حين رد يده، إذا أخوه قد خرج. فقالت: لماذا اقتحمت ؟ عليك اقتحام. فدعي اسمه فارص

30 وبعد ذلك خرج أخوه الذي على يده القرمز. فدعي اسمه زارح

المؤلف حريص على ذكرتفاصيل عجيبة . هل يعقل أن يعيد مولود يده بعد أن تخرج خلال الولادة ؟ ولا نعرف ما هي غايته من هذه القصة .

******

في الفصل التاسع والثلاثين نكون مع يوسف في مصر ويهوه يسهل له سبل النجاح:

1 وأما يوسف فأنزل إلى مصر، واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط، رجل مصري، من يد الإسماعيليين الذين أنزلوه إلى هناك

يفترض أن رئيس شرط فرعون رجل مصري دون الحاجة إلى ذكر ذلك ! ولاحظوا أنه خصي ،ومع ذلك سيكون له زوجة تراود يوسف عن نفسه ! لا نعرف هل هذا خطأ من المؤلف أم أن الخصيان كانوا يتزوجون أيضا ، كما أننا لا نعرف ما إذا كان المصريون يخصون العبيد !

- صحيح كيف يحدث هذا ؟

- والله لا أعرف يا سارة .. نحن أمام مؤلف يلفق قصصا كما يشاء!

2 وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا، وكان في بيت سيده المصري

3 ورأى سيده أن الرب معه، وأن كل ما يصنع كان الرب ينجحه بيده

4 فوجد يوسف نعمة في عينيه، وخدمه، فوكله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له

5 وكان من حين وكله على بيته، وعلى كل ما كان له، أن الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف . وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل

6 فترك كل ما كان له في يد يوسف. ولم يكن معه يعرف شيئا إلا الخبز الذي يأكل. وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر

7 وحدث بعد هذه الأمور أن امرأة سيده رفعت عينيها إلى يوسف وقالت: اضطجع معي

المؤلف لا يمهد لمراودة يوسف ويقذفنا بكلمتين تعبران عن وقاحة السيدة !

8 فأبى وقال لامرأة سيده: هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت، وكل ما له قد دفعه إلى يدي

9 ليس هو في هذا البيت أعظم مني. ولم يمسك عني شيئا غيرك، لأنك امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله

10 وكان إذ كلمت يوسف يوما فيوما أنه لم يسمع لها أن يضطجع بجانبها ليكون معها

11 ثم حدث نحو هذا الوقت أنه دخل البيت ليعمل عمله، ولم يكن إنسان من أهل البيت هناك في البيت

12 فأمسكته بثوبه قائلة : اضطجع معي. فترك ثوبه في يدها وهرب وخرج إلى خارج

13 وكان لما رأت أنه ترك ثوبه في يدها وهرب إلى خارج

ما هذا الثوب الذي ترك ببساطة ليبقى في يد السيدة؟ المؤلف لا يجيد وصف الواقعة . ا

14 أنها نادت أهل بيتها ، وكلمتهم قائلة: انظروا قد جاء إلينا برجل عبراني ليداعبنا دخل إلي ليضطجع معي، فصرخت بصوت عظيم

15 وكان لما سمع أني رفعت صوتي وصرخت، أنه ترك ثوبه بجانبي وهرب وخرج إلى خارج

16 فوضعت ثوبه بجانبها حتى جاء سيده إلى بيته

17 فكلمته بمثل هذا الكلام قائلة: دخل إلي العبد العبراني الذي جئت به إلينا ليداعبني

18 وكان لما رفعت صوتي وصرخت، أنه ترك ثوبه بجانبي وهرب إلى خارج

19 فكان لما سمع سيده كلام امرأته الذي كلمته به قائلة: بحسب هذا الكلام صنع بي عبدك، أن غضبه حمي

20 فأخذ يوسف سيده ووضعه في بيت السجن، المكان الذي كان أسرى الملك محبوسين فيه. وكان هناك في بيت السجن

القصة لم تسرد بشكل جيد . في النص القراني كما سبق وتطرقنا . كان السرد شاعريا جميلاوأكثر بلاغة . فالحديث هنا عن ثوب بكاملة والحديث هناك عن قد قميص .

21 ولكن الرب كان مع يوسف، وبسط إليه لطفا، وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن

22 فدفع رئيس بيت السجن إلى يد يوسف جميع الأسرى الذين في بيت السجن. وكل ما كانوا يعملون هناك كان هو العامل

23 ولم يكن رئيس بيت السجن ينظر شيئا البتة مما في يده، لأن الرب كان معه، ومهما صنع كان الرب ينجحه

حتى في السجن يسر الرب له الأمور لأن يكون مسؤولا !

*****

في الفصل الأربعين يصبح يوسف منجما ومفسرا للأحلام :

1 وحدث بعد هذه الأمور أن ساقي ملك مصر والخباز أذنبا إلى سيدهما ملك مصر

2 فسخط فرعون على خصييه: رئيس السقاة ورئيس الخبازين

هل كانوا في مصر يخصون دون تمييز ؟

3 فوضعهما في حبس بيت رئيس الشرط، في بيت السجن، المكان الذي كان يوسف محبوسا فيه

4 فأقام رئيس الشرط يوسف عندهما فخدمهما. وكانا أياما في الحبس

5 وحلما كلاهما حلما في ليلة واحدة، كل واحد حلمه، كل واحد بحسب تعبير حلمه، ساقي ملك مصر وخبازه، المحبوسان في بيت السجن

6 فدخل يوسف إليهما في الصباح ونظرهما، وإذا هما مغتمان

7 فسأل خصيي فرعون اللذين معه في حبس بيت سيده قائلا: لماذا وجهاكما مكمدان اليوم

8 فقالا له: حلمنا حلما وليس من يعبره. فقال لهما يوسف: أليست لله التعابير ؟ قصا علي

9 فقص رئيس السقاة حلمه على يوسف وقال له: كنت في حلمي وإذا كرمة أمامي

10 وفي الكرمة ثلاثة قضبان، وهي إذ أفرخت طلع زهرها، وأنضجت عناقيدها عنبا

11 وكانت كأس فرعون في يدي، فأخذت العنب وعصرته في كأس فرعون، وأعطيت الكأس في يد فرعون

12 فقال له يوسف: هذا تعبيره: الثلاثة القضبان هي ثلاثة أيام

13 في ثلاثة أيام أيضا يرفع فرعون رأسك ويردك إلى مقامك، فتعطي كأس فرعون في يده كالعادة الأولى حين كنت ساقيه

14 وإنما إذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خير، تصنع إلي إحسانا وتذكرني لفرعون، وتخرجني من هذا البيت

15 لأني قد سرقت من أرض العبرانيين، وهنا أيضا لم أفعل شيئا حتى وضعوني في السجن

16 فلما رأى رئيس الخبازين أنه عبر جيدا، قال ليوسف: كنت أنا أيضا في حلمي وإذا ثلاثة سلال حوارى على رأسي

17 وفي السل الأعلى من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز. والطيور تأكله من السل عن رأسي

18 فأجاب يوسف وقال: هذا تعبيره: الثلاثة السلال هي ثلاثة أيام

19 في ثلاثة أيام أيضا يرفع فرعون رأسك عنك، ويعلقك على خشبة، وتأكل الطيور لحمك عنك

20 فحدث في اليوم الثالث، يوم ميلاد فرعون، أنه صنع وليمة لجميع عبيده، ورفع رأس رئيس السقاة ورأس رئيس الخبازين بين عبيده

21 ورد رئيس السقاة إلى سقيه، فأعطى الكأس في يد فرعون

22 وأما رئيس الخبازين فعلقه، كما عبر لهما يوسف

23 ولكن لم يذكر رئيس السقاة يوسف بل نسيه

سنكتفي بهذا القدر لهذا اليوم يا يعقوب . لقد أو شكنا على الخلاص من سفر التكوين . إلى اللقاء .

****

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى