طلال حمّاد - ليس بعيداً عنّي

ليس بعيداً عنّي
تحت ركام بيت في غزة أو في إدلب أو في عدن
أسمع أصواتا
أسمع شكوى
وحوارا يؤلم أذني
أرفع حجرا عنّي
أنزع قطعة من زجاج نافذة تثقب عيني
وأرخي السمع فأسمع:
- لماذا تمطر السماءُ قذائفا يا أبي وليس ماء؟
- لأنّ الأرض يا بُنيّ
تحبل بالأطفال مثلك
والأطفال رجاء
- ومثل أختِيَ أيضا؟
- ومثل أختك.
- وأين هي أختي يا أبي؟
- ربّما مثلنا تحت هذا الركام.
- وأمي أيضا؟
- وأمك أيضا.
- ولماذا هم يقصفوننا في بيوتنا يا أبي؟
- لأنهم لا يريدوننا أن نعيش.
- ألهذا هم يريدوننا قتلى
فيهدمون فوقنا الديار؟
- هذا ما يرغبون به.
- أين أنت يا أبي
أنا أسمعك ولا أراك؟
- وأنا أسمعك يا ولدي ولا أراك.
- من سيرفع عنا هذا الركام يا أبي؟
- من سيبقى حيّا سيفعل يا ولدي.
- وسينقذنا؟
- إذا وجدنا سينقذنا.
- وإذا لم يبق أحدٌ حيّا؟
- لن ينقذنا أحد.
- إمسك بيدي يا أبي.
- أين هي يدك يا ولدي؟
- لا أعرف يا أبي لا أعرف.
- وأنا مثلك يا ولدي
لا أعرف أين هي يدي.
مثلهما بحثت عن يدي
كنت أعتقد أنها معلّقة في كتفي
كنت أعتقد..
لكنّني لم أجد كتفي



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى