إسلام سلامة - الرسالةُ الأخيرة.. شعر

أما قبلُ:
من هنا
حيثُ تبدو الأشياءُ جميعُها مُفجِعةً؛
والمشاعرُ محضُ حجارةٍ وشوكٍ؛
والكتابةُ كأنها كلماتُ مُنتحرٍ
أرادَ بكتابتِها فقط
أن يؤجِّل موتَه للحظات؛
والسماءُ
-ولا يحتاجُ الموضوعُ لتفكير،
من الطبيعي في مثل هذا الجوِ من الكآبةِ-
مظلمةٌ.
من هنا
كنتُ أريدُ لو أن الحياةَ
كانت معي علىٰ قدرِ محبتي
لم أطلبْ أكثرَ من ذلك
لا طلبتُ دُمًى ولا هدايا
لا من أحدٍ ولا منها.
أو لو أنها تركتني لحالي.
لكنها
حتى الحضن الأبوي
انتزعتَه منِّي
فلم تطالبني به امرأةٌ
إلى الآن لا تعرف أنني أحتاجُهُ
أكثرَ منها
هي التي تطلبه فقط
وأنا المُطالِب والمُطالَب بهِ
في نفسِ ذاتِ الوقت.
لذلك
أخبروا أمي
أن ابنها الآن
بعد أربعين سنة
وعملٍ لا يناسبُهُ
وأربعةِ دواوينَ من الشِّعرِ
وروايتين مؤجلتين
وخيباتٍ لا تنتهي
لم يكن جديراً -بما يكفي-
بدعواتها له بالسعادةِ
وراحةِ البالِ
وأنَّهُ يجلسُ
تحتَ صقيعِ ليلةِ الميلادِ
وحدَهُ
بلا هدايا
يرثي نفسَهُ
ويخُطُّ ما سيحزنُها لو قرأتْهُ.
قبِّلوا يدَها
وادعوا لها اللهَ أن يعوضَها
عن أسمرِها المجنون.
أما بعدُ:
فإن الحياةَ ضحِكتْ عليَّ يا أمي
وكلَّما أوقدتُ في قلبي
نارًا للحبِّ
أطفأتْها الملعونة.
؛........................؛
هوامش:
-صارت أعوامي واحدا وأربعين.
-صارت الدواوين خمسةً والسادسُ ينتظر الطبع.
-أنهيتُ روايةً وصرفتُ نظرًا عن الأخرى.
4-أما الحياة فعلى حالها يا أمي

# إسلام سلامة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى