محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لن اكون سوى انا.

لن اكون
سوى انا
هذا الوحيد
في قصره الشمعي
اذوبُ حيناً
فاجمع ما تبقى من رمادي
افترش لغتي
منتظراً
شتاء ما ليجمعني
لن اكون سوى
مهرطق
بين حانة واختها
اترصد النجمات ، افحص خصرها
حجم انحناء الضوء
على وجه الحبيبة
اتفحص
نوافذ الموت ، هل اُغلقتها بأحكام ؟
اتفحص اثداء الحقيقة
هل ستُرضعنا المرارة من جديد ؟
اتفحص المرآة
وجهي الحقيقي والمجازي
نمش البحار ، حين ضلت عن سفينتها
الشعر المجعد مثل ابط الخوف
مؤخرة الكناية
لن اكون سوى انا
قلمُ يُسير
على المساء فتنجرح لحظاته
لأنه
لم ينتعل جفن الحبيبة حين سار
لم يطفأ الجرح المُعلق تحت ساعتها التي تمضي الى النسيان
لم يكسر جوزة المعنى
على فمها
ليشرب نخبها عنباً
وليلاً لا خيال يُعرق الاحلام فيه
لن اكون سوى انا
ثلجاً يُحاول امتطاء الماء
ليدفء ساقه اليسرى
نارُ تخاف من الرماد ، لأنها منذ احترقت يداها
لم تجد يداً مناسبة للعناق
شجراُ يمد يديه نحو الرمل ، ويلتقط بعض الليالي الدافئة
فقد يضيع الليل في انثى
تجيد ترويض الظلام
نهراً يسافر في القصائد والقُرى
يبتاع ايد النسوة العالقين
بين غسل ثيابهن على الضفاف
وانتظار محاربين
ماتوا
وراء اسوار الحقيقة مثل سوء الحظ
بلا ايدي
تودعهن نحو مدينة الاحياء في الضفة المقابلة للوجود
لن اكون سوى انا
بارداً
مثل خبراً لا يعني شيئاً
سامضي وقتي
بين سطر واخر
الفظ الكلمات جرحاً ، فتنمو امرأتي
وتلطمني
لماذا ايقظتني في هذهٍ الصحراء ؟
ألفظ الانهار
فيبتل صدري بالمراكب
اركض نحو ظلي ، فينقسم اثنين
واحد يتسلق الاشجار
ويقذفني
بذاكرتي القديمة
واخر يمتطي ظل الحبيبة ، ثم يرمقني بسيف الانتظار
لن اكون سوى انا
حارساً
للمساءآت
قاضياً للحرب ، انكرها وتقتلني ببشاعة الموتى
صنماً
يمزق عابديه بالبرودة
وجهاً
يرى في انعكاسه ، أفعى تأكل نفسها ولا تموت
حارساً
يتفقد الاطلال باُظفره ، ويجرح صمته بالاغنيات
حارساً
يجلس على عنق الثمالة في المساء
يُراقب
في البراغيث
تتفقد في المصابيح على الطرقات ليلاً
واحداً تلو الاخر
حتى انكسار العتمة في الكاس
حارساً
يغتال المدينة في القصيدة
لا لشيء
سوى ليحمي
الذاكرة من الاتساخ
لن اكون سوى انا
هذا الوحيد
المستفز
بائع قبور ، يبيع الموت في الاشعار بباقات لطيفة من الزهور
المهرج
في سرايا الحرب
يلهو بين رصاصة وقتيل
هذا الثمل
يرى في البياض الرب ، يحلق شاربيه بقطعةٍ من الزجاج
هذا الحقيقي ،
كما القيامة
كما الغرام القاتل
هذا المُحطمة روحه ، هذا المُشرد بين بحر وصدر اُنثى
هذا اللطيف مثل اخطاء الطفولة
هذا القبيح مثل سوء الحظ
هذا المُعذب مثل صورة الجد المحارب في البيوت العتيقة
هذا الصامت
مثل تأبين الصباح في المساءآت

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى