كمال مصطفي جاد - حلم..

اتوقف عند مدخل (ذهبون) في رحلتي المعتادة الي( وادي عاره) فأري شاحنات وسيارات نقل وسيارات خاصة تدخل طريق ذهبون مسرعة . وهكذا يكون طلبي للنقل طبيعيا . يصدر قرار النقل واستعد لرحلة اقصر بمائة كيلو دفعة واحدة . تتلقفني شاحنة عند دوار قاعدة ثمريت الجوية وحين بخبرني السائق بان وجهته ذهبون اغتبط واجلس مستريحا ومتهكما لتحذير البعض بعدم النقل . دقائق ويصل السائق الي مشارف القرية وينحرف ليدخل طريقها وانا سعيد بتلك التوصيلة المريحة
وفجأة تهدئ السيارة سرعتها عندما تقترب من منطقة غبار ابيض ،فيخبرني بلكنة بنجالية انها الكرشر ( الكسارة) .تتوقف السيارة ويشير السائق في اتجاه ذهبون، فاري اسفلتا افعوانيا يشق الصحراء فاغذ السير بدلا من الوقوف . اسير حتي تكل قداماي وبين حين وأخر التفت للوراء أملا في قادم ينجدني من هذا القيظ الصباحي .ينتفض جسدي عرقا ووهجا. يسيل العرق من مناطقي الحساسة . الآن اتذكر كلامهم عن الحبسة -المنفي .
اخيرا يأتي ملاك السماء (مدحت رجب) لينقذني وعندما اصل تتكشف أمامي الحقيقة فانفجر سائلا سعيد عموش : الم تجدوا مكانا غير هذا لتبنوا فيه بيوتكم . لماذا لم تبنوها بقرب الطريق العام... الا تفكرون.؟؟؟!
يبتسم كعادته قائلا : والله الشيبان استقروا علي ذلك ...هههه.... هذا هو الخطأ التاريخي الذي يصعب تغييره.
يرد مدحت : فيه حل اكيد
ينتبه الجميع وتشرئب العيون ، يصمت قليلا ثم يكمل بكل جدية
- : نربط البيوت والمدرسة بالجمال لتشدها (ملوحا بيديه ) نحو الطريق العام !!
ينفجر الجميع ضاحكين الا انا..... احلم بامكانية الفكرة المجنونة
خمس سنوات أعاني مكوكية الذهاب والاياب ،الصبر علي الوجوه والاسماء والظروف ، وتجرع ماء المضطر
حتي بعد قيادتي (للشيفر) احلم كل صباح بانتقال ذهبون ، لكنني أصحو علي الجمال............ وهي تسد الطريق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى