علي نوير - الأناشيد تنقلها الريح..

الظلام الكثيف
يخيّم بجثته الهائلة على امتداد الجسر ،
تتخاطف خلاله أشباح ٌ
ومشاعل
وهَوام
في أوّل الجسر
في أوّل البرد
الفتية ُيشعلون ما تبقّى من صوَر القدّيسين ،
وصحفِ اليوم الفائت .
في أقصى الجسر
كتل ٌ سود
لم تبرح مكانها بعد .
الشعاع الليزريّ الأخضر
الهابط من بناية المطعم التركيّ
يقيس المسافة َبين الجانبَين
ربما يبحث عن شيءٍ ضائعٍ هناك .
الأناشيد التي يردّدها الفتية الآن
تنقلها الريح الى ما وراء النهر ،
فتحفظها النساء
كما لو أنها واجب ٌ بيتيّ
يقرأنه على مسامع الأطفال صباحاً ،
ويطفن به في البيوت
فتردّده الحناجر :
في الشوارع ،
والمدارس ،
والحدائق ،
والحقول .
الأناشيد
ألهبَت ْ ذاكرة سائق التكتك
وهو يمضي سريعاً
على الطريق العام
من ساحة التحرير
الى أقصى زاوية ٍ
في هذا العالم .
.
.
علي نوير
16/11/2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى