جميلة سعدون - النسوية ومحك الجائحة

ظهرت الملامح من جديد قبل الاعلان عن الجائحة و لم تستطع المنظومة ,التخلص من ازماتها الدورية السمة الاساسية, لدورتها الاقتصادية.
أعادت العولمة تنظيم العمل ,وفق قوانين متعددة الجنسيات, ومنحت الرأسمال حرية التنقل والبحث عن الربح واليد العاملة الرخيصة, وربط الأرباح بتدني الاجور واستنزاف الموارد الطبيعية وتدمير النظام البيئي .
لا يمكن إنكار العلاقة بين العولمة وتدمير مفهوم السيادة , والازمة الاقتصادية الحالية , وتدمير النظام البيئي وانتشار الاوبئة وجعل الارض غير قابلة للحياة , وتنامي الهجرة وارتفاع حدة الفقر و البطالة ,و منسوب العنف ضد النساء .
عرت الازمة الصحية الحالية افتراس النظام الرأسمالي المرتكز على نهب الموارد الطبيعية ,والاستهلاك المفرط لقوة العمل , والتطبيع مع العنف البطريركي والاستهلاك الغير محدود والغير مرئي لعمل النساء, والاقصاء المستمر للأقليات والتهميش الممنهج لكل من وجد نفسه في وضعية هشة.
أظهرت الازمة الحالية الدور الاساسي لأعمال الرعاية وكل الانشطة المتعلقة بالحياة , وجعلت هذه المهام في مركز الاهتمام, بعدما كانت انشطة غير مرئية وغير معترف بها وموكولة للأقليات النسوية المعرضة للعنصرية.
رغم هذا كله تسعى الرأسمالية للتخلص من المسنين والمعاقين والمرضى والمهاجرين , والنساء والفئات الهشة المقصية من دورة الانتاج, كفئات غير منتجة بغض النظر عن مساهمتها في خلق الثروات السابقة .
دأبت بشكل حثيث على التخلص من هذه الفئات التي لم تعد منتجة وصالحة للنظام , واعلنت بشكل سافر وجوب التضحية امام انتشار الوباء , و اهتراء الانظمة الصحية لصالح الشباب وحماية عجلة النظام .
دون شك ان انهيار الاقتصاد سيدفع لا محالة الى فقدان مناصب الشغل , وستكون اليد العاملة النسوية في مقدمة التسريحات العمالية , بالإضافة الى اقليات النوع المضطهدة , وسيكون الحرمان من منصب شغل يضمن العيش بكرامة مصير هذه الفئات
. الحركة النسائية اليوم مدعوة اكثر من أي وقت مضى لدمج نضالاتها وتنسيق مبادراتها والانخراط في كل الحركات المناهضة للرأسمالية والبطريركية والعنصرية والحركات الايكولوجية من اجل مواجهة الكارثة


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى