براءة الأيوبي - عبق الحلم..

في أحلامي المعتقة..
منذ عقد... منذ دهر... منذ الأزل
تلك الأحلام التي واعدتُها في طفولتي...
تلك الأحلام التي راودَتني عنها...
أراني أختال بين دروبها بكامل أنوثتي.... متأنّقة الروح.
أخرج إليها لأُفضي بأسرار وحكايا، فأصافحها، وأدللها... وأعود لأذريها هباء...
نزقةُ هي مشاعري...
تختار نبضاتها بتؤدة... تنتقيها بعد تعثرٍ وتبعثر...
فَوح الرياحين يملأ أوردتها، فيَشي بربيع أزهر في تلافيف الذات.
مسكونةٌ أنا بالأمنيات..
أرتديها قلادة، وأطواقَ ياسمين... وأزين بها جيدَ الكلمات.
أغترف من عبابها الكثير..وأستزيد لموسم الجفاف.
رنين وهجها يسطع في عمق سكوني، وينعكس في العيون ألَقاً وحنينا.
كم يغريني الرحيل...!
مع أسراب الفراشات... مع سحبٍ أرجوانية عابقة بعبير الحزن.
مع موجٍ هادرٍ يعتصر الألم، ويتكسّر على ضفافه أرقي.
كم يستهويني التأمل في غياهب الأيام، والارتشاف من لِحاظها ضوءاً يدكّ أعمدة الضجر...
كم يطيب لي...
التعطّر بشذى الهدوء... بنفحات شعابٍ مرجانية، ورياحين وردية.
الركون إلى ذاتي، والبَوح بمكنونات نفسٍ تَعبة، سريعة العطب.
العزف على قيثارة الروح... وانتقاء لحنٍ يُفرغ ما في الجوف من أرقٍ وجنون...
يا ليتني زهرة لوتس...
أقطع الجداول، وأرتحل بين الضفاف منعتقةً من وجعي.
أسامر النجوم، وأنهمر حلماً بين فراغ السطور...
أتهادى بخَفَر... وأختال غير عابئةٍ بعَصفٍ، أو بأعاصير.
وعلى حين تعبٍ، أنحني بعنفوان، فتطفو بَتَلاتُ الروح، وتنساب كذكرياتٍ، كأطيافٍ، كترنيمة فرح.
هو الحلم يعبق في الوجدان... يفيض ويتفتح بدَعَةٍ...
ينشر أريجه طِيبَ مسكٍ، ويجول بكبرياءٍ، مُودِعاً بعضاً من ضوعه في دهاليز الروح وعمق الذكرى.



براءة الأيوبي / لبنان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى