ناهد تاج - الودع لا يكشف سرا.. قصة قصيرة

أبين زين واخط بالودع واخلي الصعب هين عالحلوة والجدع .
تلتفت عيون الجالسين على الشاطيء لتلك الغجرية العجوز التي تضرب الأرض بخفيها ليثير فحيح الخلخال مزيدا من الغموض يسحر أعين الناظرين ، تشهد نظراتها ذلك الرجل الجالس وحيدا يلتقم أظافره ليسد جوع الانتظار
تجلس أمامه وتشق جعبتها المحتقنة بأسرار العابرين ،تهمس له بأن يلقي بياضه ومن ثم يوشوش الودع ، ينظر لها ساخرا ، فهو يعلم جيدا ان المنجمين لا يعلمون الغيب ولكن قلوب الحائرين دوما تعلن عبر نوافذها ما تخبئه حنايا النفوس ، لكنها أصابت من قلبه موضعا بعدما أطلقت ردينه من جوف دائرة الكحل الساتر مقلتيها ....
ورحلت بعدما دست بين راحتيه نوعا نادرا من الودع وبعد أن تضاءلت هالة الغموض ولحقت بصاحبتها ، أخذ يتحسسه بأنامله المرتجفة وأفاض له بما تموج به نفسه ربما يشعر بفوضى الغياب التي مزقت حروفه المبعثرة بعد ان هجرتها النقاط ، ثم ألقى به بين الأمواج ليلحق ببقايا وجه الشمس قبل ان تلملم خيوط الانتظار وترحل لتشهد انتظارا آخر ، ربما تشرق له يوما ما بفيض يباغت مهجته ، وقبل أن يغلق صندوق الصبر ويرحل بخفي حنين ، تمايل على جبينه شعرها الحريري وكأنه يراوده بمعاودة الكرة وأن يفتح باب صدره لتتفرق نبضاته بحثا عن طلبه المأمول بدلا من أن يجلس مكتوف اليدين ، ألق وجهه ببارقة أمل وألقى بها مرة أخرى بجوف الماء فإذا بها تغمز له وتخرج بطيبات .. أفضل مما كان ينتظر .​



ناهد تاج / مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى