رسائل الشاعر المغربي عبد العزيز أمزيان

المجموعة الثانية - 7-

أميري ..
هل تصدق أن بإمكاني أن أبتعد عنك يوما
أن أنام وأنت لست معي
أن أسامر النجوم ويدك ليست في يدي
يا عيون عبق أنت وقلبها
متى تدرك حديث قلبي
أنني أحبك وأحتاجك وأود أن أتيه في تفاصيلك للأبد
تعال أميري .. واقترب .. اشتقت إليك
اشتقت لدفء يسري في أوصالي حين تلمسني يداك
اشتقت لارتعاشه في جسدي حين تضمني بقوة إليك
حبيبي .. يا قلبي أنت وعمري
ألم تدري بعد أن أنوثتي رهن عمرك وحلمك وليلك
وأنني إن نمت دونك تهرب روحي مني إليك
ألم تسمع نداءاتي حين غبت طويلا عني
ورسائلي التي كتبتها إليك وطوتها دفاتري
حبيبي ..
غبت ليلة الأمس لأنني كنت مريضة
قدمي قد التوت من أسبوع ويزيد الألم
لا تقلق . أنا بخير وجاء الطبيب ووصف لي بعض الأدوية
أميري .. ما بك بعيدا
اقترب أكثر فأكثر مني
شوقي أكبر من خجلي
اقترب ودعنا نعيش طقوس العشق
يكفي ما أخذ العمر منا
أنت فارسي ورجلي وسريري. أحبك .. ألم تفهم بعد ؟

أميرة الحياة ،،عبق الزهر، الليل هادئ ، أشعر في هذه اللحظة براحة وسكينة طاغيتين، نغم البيانو يلفني في لذاذته، ويحرك ذاكرتي نحو السفر إلى الحياة التي سمحنا لأنفسنا أن نعيشها، بعيدا عن عيون الناس ، وعن كل جلبة من شأنها أن تنغص علينا زمننا الذي أوقفناه للمكاشفة ، وللعشق الصافي..
من يطلع على حالنا، ويقرأ مناجاتنا التي نبعثها عبر أثير الفضاء ، سيظن أننا لا ننتمي إلى هذا العالم، وأن كل ما بيننا محض خيال ، ووهم خالص، نتبعه كي نعوض نقصا، ونسير في اثره كي نحتال على واقع مزري ، وكي نتعالى على جراح قاتلة لنا على أرض من تراب وطين، لكن الحقيقة - كما في علمك -غير ذلك أبدا عزيزتي، هل يعقل أن نكون من هذا الصنف من العشاق، ونحن تجاوزنا مرحلة المراهقة التي يكون فيها المرء حالما، هائما في سماء الخيال ، وتائها في ملكوت الوهم الغافي؟ لا أظن ذلك ، وواهم من يرثي حالنا حين يرى أننا كائنات من ورق، خلقتها يد رسام في لوحة الخيال، واهم من يرنا نهيم بلا أي دافع، وبلا أي مرجع حقيقي، يعطي لنا قوة الحياة ، وعنف الوجود..
على من يعتقد ذلك ، أن يعرف أن عاطفة العشق هي من زرعته، وأوجدته ها هنا قامة، تطاول الريح، وتعاند مجاري الينابيع في تدفق لا متناه ، وانعطاف لا نظير لالتوائه ..
أن يعرف أيضا ، أن الخيال هو من يسبق الواقع ، وأن أي صورة للجمال الذي يخلقها الفنان إنما تكون من وحي الخيال الذي يلهب المشاعر الفوارة، ويشعل العواطف الجياشة التي تجعل الصورة حقيقة على أرض الواقع، تبدأ بفعل الحركة ، التي تتماهى مع الوجود فتتكون البذرة الأولى، ثم تنمو شيئا فشيئا لتعطي اللوحة التي تكاد تخرج الصورة من إطارها، مشكلة روح الحياة، وقطب رحى الحرارة التي في هذه الروح..
محبتي

عبد العزيز أمزيان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى