رسائل الشاعر المغربي عبد العزيز أمزيان

* المجموعة الثانية -3-

إلى أميري الغافي في قلب الحنين
قرأت رسالتك فجرا
وطار النوم من عيني إلى سمائك قمرا مشتاقا
أحسست بي .. وجئتني لتهمس لي شعرا كي أنام
اني الان بين يديك أغفو وكلي اطمئنان
تصبح على خير حبيبي
عزيزتي عبق الزهر.. لا أذكر متى خفق قلبي؟ أذكر فقط أني أصبت في جوارحي بهدير ، أسمعه عميقا ، ولا أراه ، هو أشبه بحفيف الشجر لحظة انطلاق صهيل الحياة من عقال المدى، ومن احتباس الأحلام في زحمة الرؤى المتشابكة في نقطة القلب. أتبعه بخيالي مثل من مسه الجنون ،يتقصى حقيقة الكائنات العائمة من حوله ضبابا وسد يما عريقا، أكاد أقبض على بعضها ، لكنها سرعان ما تنفلت من بين أصابعي كحزمة ضوء، تشع من جوانبي الينابيع فتملؤه بزهر فائح ، وعطر غزير ، ينفذ إلى أعماق روحي، فأزهو ، أرى مرايا الفؤاد ، وقد تعدد في دفاتر العمر ، كي يكون له شراع السفر إلى الأقاصي والمدارات،،تراني أركب صهوات الفرحة الراغفة ،وأمسي طائرا بلا أجنحة ، وبلا رفرفة، وبلا جهد أبذله للتحليق. كم مرة خرست ، ولم أستطع الكلام ، اكتفيت بعناق الموج في الأثير ، والتأمل في خربشات كنت قد رسمتها على حائطي الصغير ،وأضحت فراشات في قلبي، رنينا للصدى في بئر المساء، قوس قزح بغيوم هاربة للأبد إلى المدى، ريشا ورديا يتأبط انزلاقي وخطوي نحو لهفة الموت في رؤاك ، والانصهار في مائك البارد حد تلاحم لا يعرف نهاية، ولا انفصالا في الملاذ الأثير..
كم أكون سعيدا وأنا معك في المدى ، أرنو إليك ، ثم أغيب، أتأمل لجج حماقاتك اللذيذة التي صنعتها يداك. لا لم تصنعها يداك، ،،،هي نشأت هكذا، من تربة عجينتك، وتشكلت - من دون وعي منك - من طين معدنك..
آه ! ما أقسى أن يطول الليل ! أترقب رسالة تأتيني منك على جناح الريح ، أخبئها في روحي، أتلوها بصمت رهيب، أرى يديك على أطرافها ناعمة كالضوء، أرى ثغرك كالكرز، يسقي بياض الرسالة بالحلم، أراك بثوب شفيف ، ترسمك يدي بين الحروف، فتحضنينها وأنت مرتاحة، غافية إلى أن يأخذك النوم، وتعودين إلي ثانية ،كما أول مرة من ذلك الزمن الغابر من الأيام...
عبد العزيز أمزيان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى