رسائل الشاعر المغربي عبد العزيز أمزيان

* المجموعة الثانية -2-

إلى أميري الغافي في قلب الحنين
... لمَ الاندهاش وأنت حين سكنت قلبي رحب بك وعاهدك أن تكون مقيما أبدا .. وغيابك يا أميري لم يزده الا استفقادا وحباً
ما قلت حين همست " أحبك " لأقولها لفصل واحد من عمر الحب .. قلتها لأني أردتها سفراً خالداً في قلبي وقلبك
وها أنا هنا لأقول لك مجدداً " أحبك "
فهلا أتيت لأحتضن سنوات الغياب وأدثرها بدفئي كي تشتعل شوقاً وعشقا
أميري ..
لم أنسك يوماً .. وأول حرف منك بعد الغياب أمدني بطقوس من مساء صيفي دافئ تحت سمائه عاشقان يتهماسان
أميري ..
اقترب أكثر .. قاسمني أسرار الليل .. سر لي بأشواق القلب ..
اسألني كيف كنت دونك .. وما حالي الآن وقد عدت لي
ضع يدك في يدي كي يصمت الريح في فصلي
ضمني إليك تعبت من رجفة القلب والخوف
أميري ..
تعال وبدد حزني وانكساري
عانيت الكثير .. ومعك أريد أن أنس وأسل عن الكثير
اقترب .. فالعمر يمر .. وأريدك روحاً ترافق صحوي ومنامي
هل لي ؟
أحبك
عزيزتي عبق الزهر..أتصدقين أني سافرت إليك، وأنا أتلو رسالتك برجفة تكاد تشبه رجفة البرق التي تسبق المطر، سافرت إليك في دوامة الحيرة والاندهاش المضاعف، أتأمل عينيك الناعستين في سكون مطبق وصمت وخيم.كما لو كنا وحيدين في الوجود .انحنيت وطبعت على جبينك قبلة الحياة.أ تدرين كم من مدى سحبني إلى غوره ؟ كم من نهر تدفق في خندق السنين، وخريطة الميلاد ؟ كي يوقع بخط اليد في تاريخ العشق اسمين من سنا العشب على دفتر العمر أبهى مساء ، وأجمل لقاء.
وأنت هناك قربي ، تحضنين حمرة الشفق، في عشقي المجنون بك، تمدين يديك الناعمتين عبر أنفاس كاوية كما لو لنمسي وطنا يتوغل في البعاد، جمر حريق يتجاسر في العناق الأبدي، الذي لا يعرف منتهى للالتحام والالتئام .
وأنت هنا في البعد، عزيزتي تصمتين كما صمت الجسور، تحدقين بجفنين حزينتين إلى ملاذي الأثير، وترتبكين، لأنك لمحت سر الغواية ،ولغز اللذة في صميمي، بحدس الأنوثة ، وذكاء شهر زاد التي تفتق في داخلك لحظة المكاشفة الطاغية. وتزدادين هياما ، تحبين طقوس السحر، وظلال الفتنة الماحقة في سحناتي.
هل أقول بالمثل،، أنك ساحرة في مناجاتك وعشقك الذي سرى عميقا في أدراج الليل ، وسرج غائرا في نياط القلب . مناجاتك -عزيزتي- غمرت سمائي بأبهى ندى، تساقط في الروح ، فصيرته رغوة تتهادى، وتتهاوى ، كعهن ماطر من روحك التي لا أريدها أن تسبق روحي إليك..
هل أقول : أحبك؟
متى يكون قدري، أن أضمك ؟
متى يكون قدري، أن أصمت في عينيك ؟
أرتجف في سكون ،كما لو كنا وحيدين في الوجود! ؟
عبد العزيز أمزيان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى