رسائل الشاعر المغربي عبد العزيز أمزيان

* المجموعة الثانية -1-


أهلا ، عبق الزهر:
لا أريد أن أقلب عليك المواجع ، لم تغب لحظة عن بالي ، أعرف أني أطارد دخان رمادي ، أعرف أني أرمي حجارة في نهر عميق ، لكنه قدري الذي ساقني اليك ، أن أحب امرأة من ضباب يتلاشى في معاطف الأفق البعيد..
انتظر منك رسالة تحيي في جسدي الروح...
محبتي الابدية
24-05-2017
مساء الخير ..
أين كنت ؟؟
انتظرتك كثيراً
وليالٍ نامت من دونك وحيدة
جئتَ بالأمس
أعدت بعضاً من نفسي
فهل عودتك ... تعيد كلي ؟
25- 05 -2017
آه عزيزتي عبق الزهر! كم اندهشت ! اعتقدت أنك نسيتني، ولم أكن أطمع منك بأي جواب.رغم أني كنت متلهفا الى احتضان أنفاس عطرك عبر كوة الضوء، والى عناق حروفك عبرسماء كانت قد حبستنا في أول لقاء روحي في خطوط الليل، ودوائر الأشعة المرسومة بلون الأمل الغافي. حسبت أن ثلاث سنوات التي مرت، دون أن أكتب اليك كفيلة أن تسحق طيفي تحت طبقات من غيوم الريح ، وتربك أفولي في ذاكرة الياسمين، وعناقيد الرماد التي طالما تدلت بتجاعيد محفورة في بئر القلب، ليتك تنصتين الى السمفونية التي اشتعلت توا في خلدي، أكاد أذوب في بوتقتها، الى حد أن ترانيم تنبعث من داخلي تشبه رائحة الليمون لحظة التلاشي ، أوكمشهد أمواج عارمة تلتطم بجسدي، فتفرخ أحلامي، اذ أراها واضحة كما طفولة تتهادى في نسائم الضحكة الناعمة. تغسلني من أردان المحو، ومقصلة الغياب.
أنا الآن، هائم مثل من وجد نصف الكيان، ولا يعرف كيف يطير؟ ولا كيف ينبعث من صحو أحلام كانت قد راودتني ذات مساء- بانشداه –وألقت في روحي جنون اللذة ، وسحر السفر الى الخلوات بأجنحة خضراء ، وعيون متسعة ترى الماء والزهر والبحر والرذاذ والأطياف والغابات والغيوم والمدى في صدر الأيقونات. و ترى المساء في نظرات المحبوب حزينا كمرايا منكسرة على صفحة الماء...
أراك هناك طافحة بالأسى، ملتحفة بانكسارشفيف ، غارقة في استهامات الليل ومدارات البوح العاتي، أجيئك كي أوقظ في ذاكرتك اشتعال الماء، أوقد الأحلام التي غفت في جفون أشجار طفولتك، وسرت بين الأوصال تنتظر لحظة الولادة، وانجرفت مثل الأنساغ بين المسام كي يكون لها سرحة الغمام.
طال الوقت. وكان انتظارك جحيما من الوحدة والوحشة، ربما غدت الأيام شريطا من سحابة سوداء،ووجع مومض، يرسم انفلات الضوء من أنفاق الرماد، واندلاع الشوق من لوحة تحتشد الهيام في عنفوان يصل منتهى المدى. هنا أكون أكثر التئاما بالوجود، تتضاهى في روحي الأقمار، ينبلج العمر، تنبسط اكاليل الزهر،أكون النقطة الذائبة في رحيق الجسد ، أغفو كما نهر قصي، أجثو على الريح لأكون لك الأريج في كل حواسك المرئية والخفية..أكون سمفونية التي لم تسمعيها من قبل.أكون سماء من نوارس محلقة في شجر باهر الجمال وورق مدهش الروعة ..
أنت حين تكونين بعيدة في القرب ،أكون أنحت لك عمقا في المدى، أنت حين تكونين قريبة في البعد أكون اللوح والريشة والأصباغ التي تتوحد لتعطي هياما لا حدود لخيال يقبضه بين الرماد
محبتي الخالدة

عبد العزيز أمزيان

يتبع
../....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى