على حزين - أريد أن أكتب

خطرت لي فكرة
أن أكتب قصيدة محترمة ,
جميلة مُحَرَّرَة لا تخدش حياءً
وليست مبتذلة

***

فجلست على الكرسي
وشَحَذَتُ الهمة , وتجرأتُ ,
وأمسكتُ القلم
ووضعتُ أمامي الورقة
وسميتُ الله ,
واستدعيت الفكرة

***

وإمعاناً في التقمص والتعمق والدقة ,
أشعلتُ سيجارة ماركة " كليوباترا "
وصنعتُ كوباً من الشاي المغلي
ووضعته أمامي وعشتُ الدور بحذافيره ,
وأتقنته بكل دقة
وأشعلتُ ذهني , وقدحتُ الفكرة
واستدعيتُ الذاكرة ,
المختلة

***

وذلك بعدما نام الأولاد وانقطعتْ الدوشة
وهذا دأبي دائماً كلما أردتُ أن أكتبَ شيئاً
أو أقرأ , طبعاً , أو أفكر في فكرة
شيئاً مهماً أن تعمل في صمتٍ
ومن غير ضوضاءٍ , ولا شوشرة
وراحتْ تتداعى في رأسي الأحداث ,
ورحتُ أتحايل على الفكرة

***

وعصرتُ ذهني , وفكرتُ فيما أكتب ..؟!
وقدحت الزند والعقل
وبعد تعبٍ ومعاناةٍ ومشقة
نظرت في وجه بياض الورقة
فوجدتُ ما كتبته لا يمكن نشره
ولا يرقى الي مستوى الحدث
ولا يمكن أن يعبر عن فكرة
فوضعت القلم بجواري
وطقطقت أصابعي
وقطعت حبل أفكاري
وتراجعت عما كتبت
وتنازلت عن الفكرة

***

وتذكرت أني نسيت
اسمي في آخر الورقة
لم أمحهولم أمسحه
فظلت أحفر, وأنحِتُّ
في بياض الورقة
حتى أصبحت خاوية
خالية مهترئة
حتى كادت أن تتلاشى الورقة
وإمعاناً وتأكيداً للمحو
قمت بتقطيع وحرق الورقة
بل ما كانت هناك
أصلاً ورقة

***

واسترخيت على الكرسي
وأخذتني الذفرة
تنهدت وغلبتني العَبرة
لتهدأ نفسي الثائرة
ونظرتُ عن يميني
ونظرتُ عن شمالي
وسرحت بعيداً بخيالي
ووأدت الفكرة

*****************

تمت مساء الاثنين 8 / 3 / 2021

على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى