محمد علاء الدين - نون النسوة وتاء التأنيث

قالت لي أبنتي
من يعمل عملا صالحا
يضع الله أمامه علامة صح
ويرسم له smile face
ويكتب له excellant
ومن يعمل سوءا
يضع آمامه x
ويرسم له sad face
ويكتب له nuaghty
فتساءلت
ترى كم x سيأخذها هذا المتلصص على جسد الطفولة
الهاتك لعرض البراءة
ترى
هل سيلمس هذا الوجه الحزين في مشاعره أية لحظة من الرؤيا
أم أنه لا يرى سوى العدم
سوى النشوذ
عن لحن الطبيعة
ترى
كيف تكون قديسا وشيطانا في آن
أم أنك شيطان بوجه قديس
يرتل صلواته صباح مساء
في كهف الشيطان
عسى آن يستجيب الله له
فيهديه
إلى سواء الجحيم



ربما لم تكن نون النسوة مجرد حرف في اللغة
بل هي جغرافيا وتاريخ
جغرافيا الأرض المنهكة من أثر أقدام الرجال
وتاريخ مليء بقصص ملطخة بالدماء
وروايات تتفقد أثر الشقاء في جسد الجغرافيا
وعلامات التعذيب في ثنايا الروح
ربما لم تكن نون النسوة مجرد حرف في اللغة
بل هي سينما من صورة وصوت
لحوار مليء بالبذاءات
وسيناريو لا يعرف سوى هتك حرمة الجسد متى شاء وكيف شاء
ذلك البطل الملقب بالرجل
الذي لا يراهن سوى أكوام من اللحم
مغطاة بجلد أملس
ناعم كالحرير
ربما لم تكن نون النسوة مجرد حرف في اللغة
بل هي عملة بوجهين
الملك فيها مذكر
والكتابة بالرغم من تأنيثها
لا تحكي
سوى قصص الرجال
وآمال معلقة
في المخيلة



أن توضع بجوارك تاء التأنيث
فهذا يعني أنك تضعي العالم على كتفك
وتمضي
إلى عوالم خفية
من الزمان
والمكان
فأنت المسؤولة عن عبء ولادة هذا العالم
من رحم الخوف
أنت من تزرعي فيه الحب والحنان
والسكينة والأمان
وتلبي إحتياجاته
حتى يكبر شيئا فشيئا
إلى آن يصير كبيرا كفاية
لقهرك
لصلبك على جذوع الحرية
حين
وحين فقط
تنطقي
كلمة أريد
فمن رحمك يولد هذا العالم
وفيه تدفنين




أن توضع بجوارك تاء التأنيث
فهذا يعني أنك لا تملكين شيئا في هذا العالم
ولا حتى كرامتك
أو جسدك
فأن أخطئتي
تضربك بالسوط
يد القهر
وأن رسمتي دائرة من الأمان
حول جسدك
/ ذاتك
تنهشها
ذئاب الغابة
/ العالم
اللعين
نعم
فأن توضع بجوارك تاء التأنيث
فهذا يعني أنك لا تملكين شيئا في هذا العالم
ولا حتى كرامتك
أو جسدك
أو صوت صراخك
والأنين


من رحم حواء ولدنا جميعا
إلا أنك قتلتني يا أخي
من أجل جمالها
ولم أبسط إليك يدي
لأقتلك
من أجلها
من أجل الحب
حبها
حبك
يا أخي
فهل أحببتها
من بعدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى