رزيقة بوسواليم - صمتٌ قابع في فكرة النسيان

تطلّ النافذة على الشارع
تنسى حالها هناك
ولا تعرف طريقا للعودة.
النوافذ رئات
تستمع جيدا لآهات الفراغ
وهي تفتح أضلعها لاحتواء الهواء.
واقفة على حافة
ليست ترى
غير مدينة غارقة في سكون الضباب
وبنايات مترهلة
تتثاءب الصّمت وتتبادل لغة الإشارة.
السّعادة لا تليق بشاعرة
تعصر رمانة الحزن في كأس اللّيل
وتشرب
كل ليلة نخب ألبوم الصور المعتق
تحت فساتينها الثقيلة.
السّعادة
زائرٌ غريبٌ
خارج مستطيل الاثنين
إذا دخلت
أفسدت بين القشرة وبصلتها
وفاحت رائحة فرح مشوّه بشهادة ميلاد مزورة.
كتب اللَّه
في اللّوح
للأبواب
مفاتيح،
وللنّوافذ شوارع
وللبيوت سكان متعاقبون
وللمدن أسماء
ولا شيء للحزانى مثلنا
غير أن يبذلوا قلوبهم قرابين في مذابح العدم.
شيءٌ واحدٌ
يستوطن الرّوح
حزنٌ واثق الخطوة
يمشي ويلقي تحيّة الصّباح
على مناطق الظلٍّ والهامش.
تتعدد الأصوات
فيما الصّمت مثل شيخ كبير
قابع في فكرة النسيان.
لا سعادة تليق بعالم
يعري فخذيه
كلّما غازلته حرب جديدة
بتقنية عالية الدَّهاء.

رزيقة بوسواليم / الجزائر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى