- رسالة من أحمد بهيشاوي الى عبد السلام مصباح

إلى
صديقي الشاعر
عبد السلام مصباح
احتفاء بيوم الشعر


أخي الكريم الشاعر عبد السلام مصباح
وأنت تحتفل بيوم عيد ميلادك البهي21/03/2013، الذي يصادف اليوم العالمي للشعر من كل سنة، ها أنا أنثر أريج مودتي بين مدارات عبورك المرمري وعبوره. وليس صدفة أن تحتفل أنت بولادة الشعر، كما يحتفل هو بولادتك، فأنتما صنوان، يوم ولادتك هو يوم الاحتفال بولادته، تتجدد ولادتك بولادته، كما يتجدد هو بأصلاب روحك، يحلم بالارتواء منك، كما تحلم أنت بالارتواء منه، أنت توأم روحه وحامل سره، يسكن في كأس زهرة عمرك، يثمل روحك بنبيذه، لا يسكن قلبَك النديَ سواه قصائدك شذاه...دائما يرتجي بلل قطرك البهي؛ كلما فتحت نوافذ دواوينك ...تسبر عبقه الساكن في دواخلك، تسامرك حدائق كلامه...ها هو يمنحك كل فصوله ...وبالطبع ليست أربعة...
ها أنذا
أسمع صوته
آتيا
عبر وديان أشعارك
مسكونا برؤاك
أرى دهشتك
ترسم ظلال روحك
تتراقص على مرآة البياض
و المحو يعزف نشيد الحياة
على إيقاع اهتزاز الأحقاب
لا تكفيك كل بحور العشق
لتبديد السراب الساكن في دواخلك
عزيزي: لا تسع مجرات البوح في الكون كله، قصائد الأمنيات والألق التي أكنها لك وله في عيد ميلادكما المشترك، ترشح دواخلي بكل المحبة لك أيها النورس الجميل ، والمهابة منه .
صديقي الشاعر: إن ذاكرتك التاريخية والشعرية، وهي تسترجع لحظة ولادتك ،تسافر عبر الزمان والمكان، مجارية ما حمله ويحمله القدر لك، وما يخفيه عنك وما يعلنه لك...فثق بأنك تعيش لحظة الوجود في توتره الإشكالي مع سيرورته وصيرورتك، كما يعيشه الشعراء الآخرون معك...تحمل بين حناياك ضميرهم الجمعي، تعيش حالاتهم السيكولوجية والسوسيوثقافية والسياسية والفكرية والفلسفية والوجودية والجمالية في كل حالاتك الشعرية التي تزخر بوعي شعري وجمالي يطفح بأحلام ورؤى وآلام وتأمل في سيرورة وجودنا الإنساني.
يتملكني الآن سيل من الشوق والاحترام والاعتزاز لعلاقاتنا الصفوية الحالة فينا والحالة فيك، بكل ألقها وتألقها الرصين، لأنك شفيف كنسيم الصباح، بليل بمحبة الإنسان، كبير برؤاك وفي بوحك، فهنيئا لي بصحبتك، وهنيئا للشعر بإبداعك الذي يزيح ظلمة العراء ويغرس شتائل القيم الجميلة النبيلة من حب وحرية وحياة...،وطوبى للثقافة المغربية بشعرك، فأنت أحد أعمدتها المشرقة...
عزيزي الشاعر: إن شفافية شعرك من شفافية روحك، وروعة خطابك الجمالي ووعيك الشعري من بوصلة قلبك وفكرك التي تصيخ إلى نسغ روحك و هي في جدلية مع قضايا الإنسان الموجعة، وهي قضايا مشتركة كما تؤرقك توجع غيرك في هذا العالم الرحب...ولا مراء في ذلك،لأنه آت من منجم محبتك الكامن في دواخل الإنسان فيك، حيث أناه دائمة البحث عن المنفلت منها. أتعلم صديقي الشاعر أنك بهذا الحب الإنساني الأصيل، تسع كل هذا العالم في قلبك بكل ماهيته ،وتبدلاته فرحه وحزنه ،تمرده وسكونه،رفضه وقبوله...
شاعرنا الأبهى: إن مرحك وحبك للهزل في حياتك ساعة سطوة الجد وصعوبة مراسه وكبح ناره،والسخرية من المواقف الحرجة وتحويلها إلى مواقف كوميدية ،أحد تجليات روحك الطاهرة الجميلة الشفيفة التي يسكنها طفل جميل بريء ومشاغب، لا يحب الكدر بقدر ما يحب التأويل البسيط المبهج والنبيل والبريء؛ تلك خصائص شخصيتك لألقه وما أكثر محاسنها...
عزيزي أيها الشاعر المصباح المنير لك مني في هذا اليوم الشعري الكوني الجميل ، ألف قصيدة محبة ، وألف باقة ورد...
تحياتي أيها النورس الجميل الصادق في محبته كالشعر، ولعل محبتك أيها النورس الجميل للانطلاق.في فضاء الثقافة الرحب الجميل المحرر من قيود التفسخ والغربة والعراء...تشبه محبة النوارس لزرقة البحر والسماء ،فعشقك للحياة كعشق الأشجار لودق السماء...
أيها الجميل :لازال في القلب مشاعر تغتني بمحبتك، ولازال في الكون متسع للشعر، فاصدح بالشعر يا طائر الشعر ،وغن للحياة بناياتك الحبلى بنبلك وصدق مشاعرك، فهديل شعرك قدح لجمال الكون وترميم للخراب فيه.
التوقيع
صديقك أحمد بهيشاوي الذي لا تنضب روحه من عشق للشعر ومحبتك

بني ملال
ليلة الخميس
21/03/2013

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى