- رسالة من سعد سرحان الى جمال جمعة

الشاعر جمال جمعة:
كنت أُعِدُّ كتابي "ص ب 1492" للطبع عندما وقعت قصيدتك "الرسائل" تحت عيني. لقد أعدت قراءتها أكثر من مرة طبعا. وكم تمنّيت لو أني كنت صاحبها حتى أضيفها إلى كتابي المزعوم. ولأنّ نيل المطالب ليس بالتمنّي فقد أخذتها غلاباً ـ أقصد "الرسائل" ـ ثم جعلتها مفتتحاً للكتاب متناسياً ذكر إسمك.
كيف حدث الأمر؟
لقد أخذتُ قصيدتك المنشورة ثم نسختها بخطي الرديء وجعلت أتملاها (لنقل بعمق) .. وشيئاً فشيئاً بدأت أصدّق أنها لي. ولأتأكّد من زعمي، خطرت لي فكرة أن أنادي عليك ثلاثاً فإذا لم تجب فإنّ القصيدة لي. ولقد فعلتُ ـ صدّقني ـ لكنك كنتَ بعيداً بينما كانت رسائلك أقرب إلى بريد القلب .
قصيدتك الآن تتصدر كتابي، وأنا أبحث جادّاً عن عنوانك لأعتذر لك بشدة. لقد إتّصلتُ بالعديد من الشعراء، لكن لا أحد منهم دلني على عنوانك. كيف أتصل بك إذن؟
يلزمني مقلب كمقلب "العقيمة والجراب"... وفي انتظار أن أتدبره، فإنني أستسمحك في إضافة هذه الرسالة إلى الكتاب. أولاً، لأن ذلك يزكّي احتمال وقوعها بين يديك. ثانياً، لأن فِعلتي لن تنعت بالسطو على ممتلكات الغير: فأنا كاللص أنّبته أصابعه فأعاد الحاجة إلى أصحابها شاكرًا لهم عدم التبليغ عنه. وثالثا، لأن السادة القراء سوف يحترمون ـ لا محالة ـ جرأتي على الإعتراف، وهو إحترام أحتاج إليه ليس فحسب كلصٍّ (مع وقف التنفيذ) وإنما ككاتب تقريباً.


.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى