هالة الفحام - حينما فاضت بحور الشعر

حينما فاضت بحور الشعر
أنهمر المتوسط ليجمعنا حوض
واحد ننهل من قوافي
ليالي كان السيجال بها مستحبا كثيراً
ثم نأتي الشواطىء مبكراً
مبكراً
في صدفة مصطنعة لشحن الوجد الذي
لطلما رقص وغنى لحالات مشابهة

بعد خمسين و ستة من الأعوام
مازلت أطهي البطاطس
على طريقة أمي القديمة
سلقها أولاً على مهل
ثم قليها في الزيت الحار
على عجل
بل يجب أن تُطهى
حياتي بنفس الطريقة
فكل الأمور يجب أن تأخذ
و قتها الطبيعي في النضج

فقطي الجميل يلهو حولي
بحركته السريعة العفوية
لأحمله بين زراعي

و اليوم يجب أن أستعد
لتتويج يوريبيديس
على عرش القصيدة
علني أجتر كل ما درسته
عن حضارة الاغريق
ولغتهم غير الحية المحمولة
في شهادتي الجامعية
مثلها مثل الكثير من الآمال و الأحزان
التي تحملها الروح وليس لها عنوان

و حتي بلوغ الرحل محله
سأظل أزمزم برؤيتي
التي رأيتها في العقد الاول من عمري
و سيبقي كل شىء كما هو عليه
إلى عمر أخر
إلى لقاء أخر
إلى وطن يشبهنا
يحتضننا
وعلى طريقة أمي
تُعشق به البطاطس
المطهية بالزيت الهارب
من وجع الكلمات

# هالة الفحام
القاهرة 26/1/2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى