مصطفى عوض - حدث -ذات مساءٍ- لعمار الطويل.. قصة قصيرة

بسسسس.. أنت
همس ملك الموت بينما يربت على كتف عمار الطويل.
عمار الطويل، و الذي كان يستعد -في منامه- لتقبيل نهدي جارته النافرين؛ تمطى بكسل، و مسح اللعاب الذي تناثر على جانبي شفتيه، ثم دعك عينيه و قال:
ثواني بس يا أم العيا...
و عندما التفت، و طالع وجه ملك الموت الموميائي، بعينيه شديدتي الحمرة، و عظام وجنتيه الناتئتين، و جبينه الذي نفرت منه عروقٌ خضراء بلون عفن الخبز؛ هب فزِعاً، و سحب الغطاء إلى صدره، ثم تكور ملاصقاً للحائط، و قال برعب:
ولكن...و لكن...و لك...
اطمئن
ابتسم ملك الموت؛ فعوى كلبٌ، و نهق حمارٌ، و اضطربت الدجاجات في الحظيرة، و صاح كروان: الملك لك لك لك يا صاحب الملك
لم آت لأجلك
عمار الطويل، الذي لم يفهم شيئاً، و الذي ألجمه الرعب؛ فتعلقت نظراته بوجه ملك الموت، سكت و لم يرد
جئت أسأل عن جارتك
و عمار الطويل، الذي كان ما يزال لا يفهم شيئاً، زاد تشبثاً بغطائه، و التصق أكثر بالحائط متمنياً أن يبتلعه، و كان قد ابتلع لسانه- حقاً- فظل ساكتاً، و اكتفى بهز رأسه
ذهبت لأقبض روحها و لم أجدها
و غمز بعينه
-كانت معك في الحلم...يا ماكر
حملق عمار الطويل، و فغر فاه، و ظل صامتاً
-ها..سأذهب الآن
عمار الطويل لم يقل شيئاً
-عد إلى نومك.. أحلاماً سعيدة
في عودته، و في جرابه روح الجارة التي ظلت تتخبط مضطربةً، مر على عمار الطويل ليعتذر له عن إزعاج نومه؛ بيد أنه حين اقترب منه بالمسافة التي تسمح له برؤية وجهه؛ وجده قد مات!


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى