رسالة مفتوحة من عبد القادر وساط إلى يوسف زيدان

السيد يوسف زيدان،
لم أكن أنتظر من شخص مثلك أن يتعامل مع الجمهور في طنجة بكل تلك العجرفة وبكل ذلك الصلف.
لقد بدأت الحكاية حين سمحت لنفسك بإشعال سيجارتك في قاعة العرض، وسط جمهور من الناس،جاؤوا ليستمعوا إليك.ولكن هذه ليست هي المشكلة. هذه مسألة تربية وأخلاق.
المشكلة الحقيقية يا سيدي هي أنه لما قام مسير الجلسة بواجبه وطلب منك التوقف عن التدخين وعن نفث سمومك في القاعة،تغير لونك وجحظت عيناك وغضبت غضبا مستطيرا ،ثم وقفت وغادرت القاعة!
فأخبرني بالله عليك: هل هذا سلوك حضاري يأتيه إنسان ينتمي للقرن الواحد والعشرين؟
لقد قيل لي إنك أستاذ للفلسفة ، فهل ما قمت به يشرف أساتذة الفلسفة؟؟
وقيل إنك مفكر، فكيف يكون فكرك ناضجا، إذا كانت ردود أفعالك صبيانية؟
وكيف تتأمل وتتفكر في أمور الحياة، إذا كنت تغضب وتستشيط غضبا بسبب سيجارة؟ لكأنك طفل صغير انتزعوا منه لعبته فشرع يبكي و يصرخ ويضرب الأرض بكلتا قدميه ويطالب بتلك اللعبة!
وقيل لي إنك مهتم بالصوفية، فكيف تفهم أسرار التصوف وأنت منساق وراء نزواتك ،و لا تستطيع التحكم في غرائزك ولافي أناك المتضخمة؟
لقد انفعلتَ بكيفية تثير الاستغراب حين نبهك الكاتب والشاعر والإعلامي المشهور ياسين عدنان وطلب منك عدم التدخين، في جلسة عمومية. قلتَ له بعجرفة ممزوجة بالسخرية :" هل هناك نص ديني يحرم السيجارة؟" مع أنه لم يقل لك إن السيجارة محرمة دينيا. وإنما نبهك بطريقة حضارية وأخلاقية للسلوك اللاحضاري و اللاأخلاقي الذي قمتَ به.
ثم ماذا فعلتَ بعد ذلك؟ غادرتَ القاعة منفعلا،بعد أن أخذتَ نفسا عميقا من سيجارتك ونفثتَ الدخان بعصبية وسط القاعة، باتجاه الجالسين، إمعانا في التحدي وإصرارا على سلوكك المتخلف.
لمَ كل هذه العجرفة ياسيدي؟
وما الذي يبيحها لك؟ هل أنت أفضل من الراحل نجيب محفوظ، الذي كان مثالا للدماثة واللطف والتواضع، والذي كان يربأ بنفسه عن الارتزاق؟ أو من الراحل إبراهيم أصلان الذي يعرف الجميع أخلاقه الرفيعة؟ أو من الراحل جمال الغيطاني؟ أو من ؟ أو من؟
فما هذا السلوك الطائش الأرعن منك؟ حتى الشخص الأمي الذي لم يذهب يوما للمدرسة لا تطاوعه نفسه على القيام بما قمتَ به.
ثم أخبرني بالله عليك، إذا كان هذا سلوكك في العلن، أمام الناس والكاميرات، فكيف هو سلوكك في الخفاء؟
وختاما أقول لك ما نقوله نحن المغاربة حين يقودنا النكد وسوء الحظ إلى التعامل مع شخص مثلك: الله يستر!


عبد القادر وساط

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى