رسائل من مازن مطيقاني إلى الدكتور قاسم السامرائي

أستاذي الحبيب الدكتور قاسم السامرائي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


أبعث إليك بأجمل التحيات من طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام وعلى آله وصحبة أجمعين وبعد:

يبدو أن وصفك إياي يوماً ما بالوفاء جعلني أركن إلى ذلك المديح فلا أعود إلى الكتابة إليك منذ مدة طويلة. إنني أشعر أنني بحاجة إلى الكتابة إليك لأسباب كثيرة ومنها أن طموحاتي العلمية توشك أن تتوقف وذلك لأن الدراسة الجامعية عندنا لا تكاد تشبع طموحات الأستاذ. فقسم الاستشراق ليس فيه إلاّ أربعة طلاب وهم ليسوا متفرغين لطلب العلم بل معظمهم يعمل وربما الالتزامات الاجتماعية لا تسمح لهم بالتفرغ للدراسة كما يجب.

أنجزت اليوم نسخ كتاب مونتجمري وات على الحاسوب (حقيقة الدين في عصرنا) الذي قمت بترجمته وأنتظر أن أعرضه على أستاذ لغة عربية لمراجعته لغوياً وبعد ذلك أحتاج لكتابة مقدمة نقدية للكتاب لأن وات في هذا الكتاب يحمل لواء القسيس المدافع عن النصرانية وعن اليهودية. وأعجب من هذا الرجل الذي يزعم أنه أمضى خمسين سنة في دراسة الإسلام وهو لا يزال لا يفهم كثيراً من الأمور الأساسية في هذا الدين.

لقد دعا الشيخ أحمد زكي يماني إلى اجتماع للمهتمين بالمدينة المنورة تاريخاً وثقافة وتراثاً في إطار عمله في موسوعة الحرمين الشريفين . وأنتظر أن أكون ضمن لجنة من اللجان العلمية للموسوعة. لكن لم أتلق شيئاً حتى الآن .

ما زالت التذكرة التي حصلت عليها من الجامعة العام الماضي لم تستخدم وإنني أرغب في أن أجمع بين زيارة فرنسا وهولندا في رحلة واحدة ولا أدري متى تتوفر الإمكانات المادية لذلك.

من مشروعاتي العلمية أنني كنت أعددت محاضرة بعنوان ( المعرفة بالآخر: ظواهر اجتماعية من الغرب) وقد تجمع لدي معلومات غزيرة بعد إلقاء المحاضرة وإنني أرجو أن أجد الفرصة لطباعتها قريباً. فقد اشتقت للطباعة وأنت تعرف الكاتب وشوقه ليرى عمله مطبوعاً بدل أن يظل حبيس الأدراج.

أطلت عليك في هذه الرسالة الاستهلالية ولكن أخباري فيها ما يسر وفيها دون ذلك وأرجو أن تتاح لك الفرصة لزيارة المدينة المنورة فهل يصح أن تنجز تحقيق وفاء الوفاء دون أن تزور المدينة وتقف على الأماكن التي ذكرها المؤلف .

برفقه ورقة فيها أسماء بعض المخطوطات التي لدي أحد أبناء خالي ويريد أن يعرف قيمتها كمخطوطات فهي يمكنك أن تفيدني في ذلك . لك تحياتي وأشواقي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 7صفر الخير 1418هـ.

ابنكم

مازن مطبقاني

****

بسم الله الرحمن الرحيم

أستاذي الجليل الدكتور قاسم السامرائي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


أبعث إليكم بأطيب التحيات وأجملها من طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم سائلاً المولى عز وجل ان يمنّ عليكم بالصحة والعافية والتوفيق.

أكتب هذه الرسالة لأتقدم إليكم بخالص الشكر والتقدير على كل ما قدمتموه لي من كرم الضيافة وما بذلتموه من وقتكم الثمين معي في إثناء زيارتي لمدينة لايدن .

وصلت المدينة المنورة في اليوم الذي غادرت فيه هولندا ووجدت الكثير من الأعمال المتأخرة كقراءة أوراق الطلاب وبدأت الامتحانات وبدأنا عملنا في المراقبة وهو أسوأ عمل يمكن أن يُكَلّف به إنسان يحترم عقله ووقته.

وجدات أن أحد الإخوة في المدينة المنورة كان قد طلب ما يأتي: قصيدة في التجويد للخاقاني في فهرس مخطوطات مكتبة لايدن في الصفحة 268. فهل تتفضل علينا بها وجزاك الله ألف خير. كما إن الدكتور عاصم كلفني الاتصال بالمستشرق ويتك للحصول على صورة لأمين بن حسن حلواني المدني ، فهل يمكنكم الاتصال به لهذا الغرض أو أكتب له من هنا. وشكراً


وتقبلوا تحياتي

4صفر 1417(20يونيه1996)

ابنكم


مازن مطبقاني

ملحوظة : بعد إرسال هذه فاكسياً ،سابعثها مع المقالات التي كتبتها عن الندوة بإذن الله وأخبار الكتب التي طلبت حيث إنني تركتها لدى إحدى المكتبات ليبحث لي عنها.

**********

أستاذي الحبيب الدكتور قاسم السامرائي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعدك

وصفتني بالوفاء ذات مرة وكأني لا أستحق ذلك الوصف وكان الأحرى أن تصفني بالعقوق، فقد بعثت إلي بكتاب قيم ولم أكلف نفسي أن أكتب سطراً واحداً أشكرك على الكتاب. كما جدت في حياتي أمور كثيرة وبودي أن أستطيع أن أبوح بها إليك ولكن ليس إلى ذلك سبيل.

يا أستاذي الحبيب أما تريد أن تقضي بضعة أيام في المدينة المنورة ، تستمتع بهدوئها وسكينتها وطمأنينتها بالرغم من أننا نعيش فيها ويمر بنا ما يمنع كل هذا ولكن الرضا في هذه المدينة شيء عظيم، وفي هذه الأيام أبثك همومي وشجوني التي أكتمها.

المهم بعثت إليك بنص كتبته حول الأدب العربي الحديث في الكتابات الاستشراقية ولم أسمع منك مع العلم أنك في العادة لا تتأخر. ولدي بحث آخر حول المؤتمرات الاستشراقية أرجو أن أقرأ لك رأياً نقدياً للموضوع وكيف يمكن تطويره ليكون بصورة أفضل إذا سمحت لي بإرساله إليك.

لا أريد أن أطيل عليك فأنا أصبحت مقصراً مثل الآخرين ،ولكن مثلك من يعفو فلك تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

4ذو الحجة 1418

1 أبريل 1998م.

ابنكم

مازن مطبقاني

********


أستاذي المبجل قاسم السامرائي حفظه الله ورعاه آمين ثم آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما تزال تغدق عليّ من الصفات التي لا أستحق. وكأنك تقول إنك يا مازن تبحث عن الثناء، وهـل هناك من يكره الثناء؟ ولكنّي أكره أن يبخس الناس أشياؤهم أو أن يغمطوا حقوقهم. أليس من الظلم الشديد أن يحارب المجتهد ويكرّم الخامل الكسول؟

المهم رسالتك جميلة كما هي رسائلك دائماً ، وبودي أن يأتي يوم تنشر هذه الرسائل. أرجو إن اتصلت بالأمير نايف بن ثنيان (صاحب دار النشر) أن تخبره بأن يحاول الحصول على بعض كتبي فلدي ما يمكن أن يكون رائجاً ،بالإضافة عليه أن يسدد ما على المكتبة فلي عندهم أكثر من خمسة آلاف ريال، وهو مبلغ ليس بالقليل.

اهتمامك مجدداً بدراسة الاستشراق في السعودية طيب، ولكن هل تعتقد أن هناك نشاط كبير؟ نعم أرشيفي ضخم ، ومن الأمور التي أريد أن تراها حين تأتي إلى المدينة المنورة أن تطلع على نشاطات ابنك مازن. ولو رأيتها لقلت إنني بحاجة إلى سكرتير يتعامل مع الكمبيوتر والملفات وأشياء أخرى…..! نعم أصبح لدي ملف طيب حول الاستشراق ، وقد نوقشت رسالتان للدكتوراه واحدة في الموسوعة الإسلامية والثانية في التنصير ، وبعض البحوث التكميلية في موضوعات مختلفة. وأنوي إعداد محاضرة عن أهمية دراسة الاستشراق: تجربة قسم الاستشراق بكلية الدعوة نموذجاً.

أعددت كتاباً من ثلاثة أقسام :الأول :مقابلات صحافية حول الاستشراق ، والثاني تقارير المؤتمرات والرحلات العلمية،والثالث مقالات صحافية حول المؤتمرات والرحلات. وقد تصل صفحاته أكثر من مئتي صفحة، وأرجو أن يقوم الأمير نايف بطباعته فالمادة مصفوفة عندي ، وكل ما يحتاجونه إعادة تنسيقها في شكل كتاب. فهل تتوسط لي في ذلك أو ترى أن أعرضها على أحد الأندية الأدبية في المملكة؟

*****


أستاذي الجليل الدكتور قاسم السامرائي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأشكرك على اهتمامك بالرد على رسائلي، ولم تقل لي لم أجد فيها ما يستحق الرد. وأشكرك على المعلومات القيمة التي تضمنتها كما هو حال رسائلكم دائماً. أشكرك أيضاً على الظن الحسن بي ولكن مع قليل من الهجاء - ربما تقول وصفتك بما فيك- قولك إنني أحب المجد والشهرة. يا أستاذي العزيز أما أنني أحب المجد فقد مررت بالفشل دهراً طويلاً حيث عملت في الخطوط السعودية وكنـت موظفاً في الإدارة المتوسطة وكنت تابعاً دائماً أي فوقي مدير ومدير المدير ومدير…. لذلك كنت أتوق إلى أن أكون رئيس نفسي. وتأخري في الدخول إلى عالم البحث العلمي جعلني أحرص على تعويض الزمن الذي ذهب من حياتي في العمل الإداري.ولعلي أصل إلى الزهد في الشهرة والمجد في وقت قريب بإذن الله.

المهم الاجتماع الذي دعا إليه الشيخ أحمد زكي يماني لم يقصد منه التمهيد لعقد مؤتمر حول المـوضوع ولكنه كان أشبه بلقاءات شخصية مع مجموعة من أبناء المدينة المنورة ليتعرف إلى ما لديهم من اهتمامات ومعلومات والإفادة من كل من يمكن أن يقدم شيئاً للموسوعة. ومع ذلك أبعث لك مع هذه الرسالة الخطة التي قدمها لنا الشيخ مع الدعوة .

بالنسبة للندوة عن أهمية دراسة الاستشراق وإنشاء أقسام علمية لهذا المجال فلو تركنا جانباً أمر المنظمة التي طلبت المعلومات وفكرنا في الموضوع بطريقة أخرى وهي لماذا لا يمكن إنشاء أقسام أخرى مثيلة في الجامعات الأخرى، فإنني أعتقد أن قسماً واحداً لا يكفي وبخاصة أن الإقبال على القسـم محدود وأن كثيراً أو معظم الذين التحقوا بالقسم يريدون الحصول على شهادة -أي شهـادة- و لا يعتقدون أنهم يحملون رسالة عليهم القيام بها. أضف إلى ذلك عدم التمكن من إحدى لغات المستشرقين. فإنني أسألك بما أنك أستاذي فكيف ترى أن أتصل بجامعات أخرى لتبني إنشاء مثل هذا القسم . وقد قرأت مؤخراً أن جامعة الأزهر قررت إنشاء مركز للدراسات الاستشراقية للقيام بمتابعة الدراسات الاستشراقية وترجمة بعضها والرد على البعض الآخر.

المهم هناك مشروع آخر بدأت به وهو إعداد موسوعة المستشرقين -أنت تعرف ذلك- ولكن الأيام تمر والبحث عن ممول للمشروع أمر صعب، فقد قررت أن أعد الترجمات (السير الذاتية) التي عندي باللغة العربية والتعريف بمراكز الدراسات العربية الإسلامية ( الشرق أوسطية) في بعض الجامعـات الغربية ونشرها كمجلد أول دون تبويب ثابت على أن أقوم بإعداد تبويب نهائي بعد نشر بعض الأجزاء. أرجو أن تفيدني برأي في هذا المجال.

هل ستقدم إلى المملكة في العام القادم ؟ إنني في شوق إليك ولعلي أحضر إلى هولندا في مناسبة في السنة القادمة في إحدى الإجازات حيث إن لدي تذكرة ولكنني سأحرص على ربطها بزيارة لبريطانيا وفرنسا.

المهم أطلت عليك وأشكرك على صبرك على أمثالي ، لك تحياتي ولزوجك ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

27ربيع الأول 1418 هـ.

31يوليه 1997م.

مازن مطبقاني

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى