رسالة من عبد الجبار العلمي الى محمد الشيخي

المحمدية في 28 دجنبر 2009
إلى الصديق الودود ، صديق الزمن الجميل ، الشاعر المبدع محمد الشيخي
تحية طيبة ، وبعد ،
أخبرك بأنني توصلت بكتاب " تجربة محمد الشيخي الشعرية " ( بصمات إبداعية ) ، فشكراً على حسن اهتمامك .
لقد قرأت بشغف الدراسات التي يتضمنها الكتاب ، فلاحظت أنها تناولت تجربتك الشعرية المتميزة في شعرنا المغربي المعاصر، مستفيدة من مناهج نقدية حديثة من أهمها السيميائيات ، ونظرية التلقي ، كما قرأت بمتعة الشهادات التي قيلت في حق هذه التجربة الشعرية الغنية التي نضجت على نار هادئة ، بعد معاناة طويلة في عالم الإبداع الشعري الرصين منذ زمن الستينيات . فأنت من طينة أستاذنا الشاعر أحمد المجاطي ، وتنتسب إلى قبيلة شعراء الحوليات . واستوقفني الحوار الغني بالنظرات النقدية الذكية الصائبة الذي أجراه معك الأستاذ المعتمد الخراز ، لأنه ذكرني بالفترة التي كنت فيها منكباً على تحرير أطروحتك الجامعية : "الشعر العربي المعاصر : البنية والدلالة الاجتماعية"، ولم يكن وقتذاك حاسوب يسهل أمر التحرير ، فكنت تحرره بالقلم الذي أدمى أناملك من فرط انكبابك على تسويد صفحات بحثك . أعتذر لك عن تذكيرك بالمعاناة التي عانيتها في تلك الأثناء. وإنما دفعني إلى ذلك رغبتي في أن أرى هذا البحث الجيد الذي كان ثمرة سنوات طويلة في صحبة الشعر العربي المعاصر قراءة وتدريساً منشوراً في كتاب. أرجو أن تحقق لنا هذا الأمل ، فسيكون هذا العمل الأكاديمي إضافة جديدة جادة إلى مكتبة الدراسات التي أنجزت حول تجربة الشعر العربي المعاصر ، سيفيد منه طلابك الذين يعزونك ويقدرونك ، وسيكون مرجعاً في هذا الباب للأجيال الآتية . وقد قرأت فصلا منه نشرته منذ مدة في إحدى المجلات المغربية. ( ) وهو الفصل الخاص بالشاعر خليل حاوي. وكم أعجبت بتحليلك للتجربة الشعرية الوجودية لهذا الشاعر الكبير.
ولا اْبالغ إذا قلت : إن هذه الدراسة لاتقل قيمة عن دراستي د. عزالدين إسماعيل ، ود. إحسان عباس ، لما أعرف فيك من روح الجدية والمسؤولية من جهة ، ولما اكتسبته من معرفة بالشعر المعاصر خلال تدريسك له بالجامعة لعدة عقود من جهة ثانية ، ولصحبتك الطويلة له قارئاً ومبدعاً من جهة ثالثة.
عذراً عن الإسهاب. مع خالص مودتي وتقديري واعتزازي بصداقتك.

أخوك : عبدالجبار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى