رسالة من عبد العزيز أمزيان الى محمد يوب

-تعرف أخي محمد يوب أني رسمتك ذات يوم في قصيدة عنونتها ب "محمد يوب ظل وارف" بمناسبة توقيع مؤلفك "في معرفة القصة المغربية المعاصرة"
في فضاء الحرية بتاريخ 26/10/2011 في الواقع لم أكن جالستك كثيرا كانت علاقتنا ماتزال في بدايتها ،لكنها كانت تسير بخطى حثيثة نحو دائرة الضوء ورزم الغيم على سحنات المساء الحاني، رغم أني كنت أعرفك قبل هذه الفترة حيث عملت معي لمدة في نفس المؤسسة التعليمية التي أعمل بها لحد الان.
رسمت في القصيدة نبلك وطهرك على زهرة الحياة، وسكبتهما على شتلة الفجر وعلى خدود الورد. رسمت يديك عاليتين في شمس تطل من سماء واطئة كظلال تركض ابدا في الصفاء ، وتسابق الغيم من تحت المساءات ،ومن تحت أقبية المطر الذي يسكب طيوره التي تحلق في ضوء النهار اللامع. رسمت تقاسيم روحك واضحة كشجر سرو ،كدوح ينزوي على فيئه الزاهي ،وتراقص أوراقه جمال السكون في سرحة وامضة ودهشة ساهية تكاد تحضن همسات المكان في جفن العطر الشفيف ،في حنايا القلب الدافئ وفورة اليقظة الناعمة . رسمتك عميقا في بياضات الموج ،في رياحين الزهر ،في ريح الغدير المنعش، في أباريق المرآة المتكسرة على أجنحة الومض ،وعلى رعشة الماء المكسر على حدائق المحبة ورياض الخير. أنت يا صديقي في روحك كل هذه النسمات التي تنداح فتعطر بعض أصحابك ،اذ تجعلهم رهفا ولطفاء.

1. محمد يوب ظل وارف
أخي محمد
أي وجه نرسم لك في مدى هذا المطلق ؟
في مدى هذا السفر المشرع على هدير الريح
هي ذي يداك عاليتان
وتقاسيم روحك واضحة
واضحة، كشجر السرو
ظليلة، كدوحة
لكأنها أنفاس غدير منعشة
أو أباريق مرآة متكسرة في الرحيق ..
**** ***
ها هم الأصحاب، يأتونك بومض العشب
بحفنة ورد
وباقة أماني
عارمين برذاذ المطر
بفرحة طازجة
وعمر يزهر في غيوم الموج
كنورس يراقص همس المجاذيف
وظلال الأشرعة على صفحة الماء
*** ***
هو ذا يومك أبيض
كنهر يركض
يركض في صهاريج الشمس
يسقي البذور، ويعانق الأحلام .

الآن أضحيت صديقا حميما لي ،نلتقي من وقت لآخر في مقهى كيوتو بحي الإنارة مع بعض الأصدقاء إدريس الملياني ومحمد كويندي وأحيانا يضاف الى الكوكبة أخرون . نلتقي فيحلو الحديث ،نطوف في المجرات طوفان الحالمين ،نقطف وشائح الزهر فتصفو أرواحنا ،نتجاذب أطراف الحديث بروية وأنس تجعلاننا نستطيب المقام وأحيانا أخرى بمتعة ومزية يدفعاننا الى الانصهار في المكان انصهارا ينسينا أنفسنا وينسينا همومنا وبعض مسؤولياتنا . كم تكون نبيلا ورقيقا في أحاديثك أخي محمد! ،هادئا رزينا في سلوكاتك! عميقا ناضجا في تصرفاتك! عظيما عاليا في مواقفك! كل هذه الصفات المحمودة تجعل منك شخصا ا طيبا وخلوقا ومنمازا. يحس المرء معك بالأمان والطمأنينة، ويشعر بالارتياح والسكينة .
معك أخي محمد يكون للحياة مذاق آخر. طعم يظل مفعوله قائما في روح المرء ما حيا. وسحره مستمرا في الوجدان، ما بقي القلب ينبض! وما بقيت الحياة تخفق !
أخي محمد. كم أعطتني صداقتك من عمق ومن سعادة ومن غنى ومن رحابة !سأمشي في الدروب ومعي بسمتك الوضيئة وهمسك الحاني الذي سيطرد من خطوي شرور النفس ،ويلبد غيمة الكآبة تحت غطاء النهار ،فتكبر في عيني طفولتي التي فيها سناك الذي شع منذ الأزل لما تساكنت الأرواح ،وتلاقت في سدرة المنتهى على منحدرات الزهر ،ومعاطف الشمس المتلألئة في شجر اللوز والبرتقال والليمون ،ترسمنا الألوان في صفحات الأنهار الغائرة و ودوائر القمر اللامع في نفوسنا كفصل الربيع الذي تتورد وجنتاه في عروشنا كأنما تعلن عن ميلاد حياة صداقة في سرير الحرف ومروج الاستعارات وحدائق المجازات ..
مودتي أخي محمد معطرة بالورد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى