د. رنه يحيى - غريبة

في غابةِ الأشباحِ
مخالبُ الّليثِ لا تسأمُ نكزي
ريحُ الوجعِ
تلفحُنِي
تصفعُنِي
غرابُ الهجرِ يعذبُنِي بنعيقِهِ
أوراقُ الأشّجارِ المكتئبةِ
صارَتْ لي تابوتاً
تراودُنِي عن الحياةِ
تغوي الضّوءَ وتُرديِهِ في الظلماتِ
تِبْرُعشقِكَ المطحونِ تحتَ جلدي يدغدغُنِي
ظلُّكَ يطيرُ نحوي بجناحين من ماءٍ
فيغسلُ بصماتِ عناقِكَ عن جسدي
في غابةِ الألمِ
أشلاءُ الّليلِ
تضّمُ شَعْرِي
ونجومُ السّهرِ
تقتفي أثري
توثقُني بجذعِ سنديانةٍ عرّاها الخريفُ
كلُّ ما حولي يوجعُني
ألتصقُ بقدمِكَ كالوحولِ
قدماي تكادان تنزلقان عن حبلِ الخلاصِ
شياطينُ الأوديةِ تدفعُني إلى العدمِ
وجهُكَ كوحشِ الّليلِ التائهِ
قمرُكَ المكسوفُ
يربكُ نظري
دموعُ السّماءِ تفتّتُ عظامي
باتَتْ شجرةُ حبّنا مصعوقةٌ كهيكلٍ عظمّيٍ
من شدّةِ البرقِ الآتي من الضّجرِ
غريبةٌ
أنا في هذا العالمِ
انتشلني من جذوري
وابسطني على ظهرِ ريحٍ
حينها سأعرفُ إسمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى