" كـلمني عن" القاص والروائي المغربي زهير بوعزاوي.. أجرى الحوار : ميمون حرش

"كلمني عن" سلسلةُ دردشةٍ خفيفة، عن أسرار تُكشف لأول مرة( في الجزء الثاني منها) ،نسائل فيها، الذاتَ حين تفرح بشدة، أو تحزن بقوة؛ وتكشف ، أيضاً، الطرفة المُستملحة، والابتسامة المغتصبة من واقع مرير؛ من خلال أسئلة منتقاة. ضيف الحلقة الحادية عشرة منها تخص القاص المغربي زهير بوعزاوي ،
زهير بوعزاوي شاب، مكافح، أقسم بالمحرجات الثلاث أن يفلح في فعل "السرد"، فكان له ما رجا، هو صائد الجوائز الأدبية عن جدارة ، واستحقاق ، لا يدخل مسابقة أدبية ، إلا ويخرج منها قاصاً مُتوجاً بالجائزة التي تليق به ، وبما يكتب؛ تحقيق فعل المتعة أربه ، وسلاحه ، في ذلك، الكلمة، بها يحارب ، ويثبت أنه أديب قادم بقوة.
صدر له :
" قرية أجلموس" مجموعة قصصية ، فازت بالمركز الأول في المسابقة الثانية الدولية لمؤسسة هبة بنداري للتنمية- الدورة الثانية 2021.
" نوريتا" رواية عام 2021
أهلا بالكاتب زهير في "كلمني عن"

س - ورطة، دُبرت لك عمداً، أو نسجتها الأيام لك ، وكيف تخلصت منها؟
لا أحد غيري ينسج الورطة -
ج- أنا من ينسج الورطة ويقع فيها، أتذكر حين كنت يافعًا وقد تربيت على كفن بادية أطلسية تدعى "أدار أوحمود"، أقوم خلسة كل يوم بدخول بيت الخزين، الذي يحتفظ به بالسمن الحر والقمح، اتفقت وابن خالي لسرقة القمح عند الظهيرة، قصد بيعه في السوق الأسبوعي، وننعم بحياة الترف التي كنا نعيشها، ونحن نمتشق مشروبات غازية وبعض السندويتشات الرخيصة، أحضرنا المكيال الحديدي، قمنا بفتح كيس القمح، أخذ ينسكب بقوة ما جعل المكيال يصدر صوتًا مزعجًا، وفي غمرة فرحنا بالغنيمة، دخلت زوجة خالي علينا، وجدتنا متلبسين في سرقة القمح، لم نتخلص من تلك الورطة إلا بشق الأنفس.

س- هل حصل أن استيقظتِ،صباح يوم ما، وأنت تنظر في المرآة، فمددت لنفسك لسانك ساخراً من خطأ ارتكبته؟
- ترافقني أخطائي-
ج- لا لم أفعل يومًا، فالحياة كلها أخطأ، منها الكبير والصغير، الجلوس أمام المرآة والسخرية من نفسي أو خطئي، قد يضيع علي فرصة إصلاح ما قمت به من أخطاء، لا وقت للتحسر والندم، ربما لن تمنحني الحياة ثواني أخرى للإصلاح والتعديل، وترافقني أخطائي إلى حيث لا أريد.

س- أسوأ تعليق لك في مجال تخصصك (القصة والرواية)أو رأي غريب وطريف، عن سردك،سواء سمعته مباشرة ،أو كُتب عنك في تدوينة ، أو مقال، أو حوار ؟
راسلت ناقدًا مغربيًا ،طلب مني الابتعاد عن الكتابة نهائيًا -
ج- في البداية، حين كنت فتيًا في مجال القصة القصيرة، ومازلت أمخر عباب بحر الأدب، بقارب خشبي معطوب، راسلت ناقدًا مغربيًا، من أجل إبداء رأيه حول أول قصة قصيرة كتبتها، فانهال علي بوابل من نصائح جريحة، تمحل بين طياتها حقدًا دفينًا لا أعرف سببه، طلب مني الابتعاد عن الكتابة نهائيًا، لأنني لا أصلح للكتابة، كسرني كلامه الذي كان كالرمح المدبب، بعدها عقدت العزم عن المواصلة وعدم الاكتراث بالقيل والقال، واصلت المسير، وبفضل الله، كانت تلك القصة بداية النجاح، حيث نشرت في كتاب مشترك، ثم فزت بها في مسابقتين واحدة عراقية والثانية تونسية، وبعدها أغدق علي الله بفضله وفزت بجوائز كثيرة وطنية وعربية لم أكن أحلم بها أبدًا.

س- ما هو القرار الذي اتخذته بعد تفكير عميق، أو بعجالة، فندمت عليه ندماً شديداً؟
- فرح لم يتمّ -
ج - القرار الذي اتخذته وندمت عليه بعد، هو احتفالي بفوز روايتي "نوريتا" في مسابقة دار ديوان العرب للنشر والتوزيع، رفقة صغار الحي في بيتي، وبعد مرور عدة أيام تم استبعاد روايتي تحت مبرر أنني شاركت بها في مسابقة من قبل، الأمر الذي جعلني نادمًا على تضيع وقتي في احتفال لا جدوى منه، ورغم أن الدار عاملت روايتي بدون احترافية، فلا ضير أن يشارك المبدع في مسابقتين بنفس الكتاب، حين لم يحالفه الحظ في الأولى، ودائما ما أحتفل عندما أفوز بجائزة معينة، وهذا راجع لعدم تقدير المبدع في قريتي أجلموس التي أسكنها، وغياب المرافق الثقافية يجعلني أحتفي بنفسي، وهذا عرفي أطبقه دائمًا.

س- سر قررتِ أن تميط اللثام عنه، لأول مرة؟
- المسرح يناديني -
الأسرار تدفن في ضريح الزمان، ويواريها تراب النسيان، لا يمكن إخراجها للعلن، لكن السر الأدبي الذي سأميط اللثام عن غموضه، ورغم أنني لا أحبذ الإفصاح حتى أنتهي من أي عمل، فأنا حاليًا في صدد كتابة مسرحية كأول تجربة، وأتمنى أن تنال نجاحًا باهرًا كالقصص التي كتبتها.

س- كلمة استثنائية منك.
ج - الإيمان بالذات يصنع المعجزات.
كما أنني أشكرك أستاذي ميمون الحرش، على دعوتك التي أتشرف بها، لأشارك في سلسلة "كلمني عن"، ودمت لخدمة الثقافة فارسًا لا يتعب في وغى الحرف الراقي، مع مودتي واحترامي لك أيها الطيب.

" كلمني عن "- الجزء الثاني-
الحلقة الحادية عشرة .
27 رمضان 1442،الموافق 10 ماي 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى