أبو يوسف طه - المصير.. قصة

كنت قبيل كل مغرب أجالس السمسار موحى ، وكان ما في جرابه من حكايا طريفة لاينتهي ، ولأنني كنت سمٌِيعا ، فقد كان يشبع نهمي بالتفنن في طرائق الحكي ، يحكي عن فترة التحاقه بالجندية ، ومغامراته ، ومايعرض من وقائع لأهل الحي ، لكن المرة الأخيرة التي جالسته فيها كان بمعيتنا الأستاذ ابراهيم ، وهو رجل أنيق ، بهي الطلعة ، يتصرف بكياسة ، ومايميزه إدمانه الضحك بطريقة مثيرة للضحك حول كل ما يسمعه ، وهذا المساء كان في غاية الأناقة ، متهيئا لحضور عرس ، توادعنا بعد أذان المغرب
في اليوم الموالي ، وجدت موحى صامتا ، عكر المزاج ، بادرني بالقول ، رحم الله الأستاذ ابراهيم ، ذهلت ، وسألت ، كيف ؟ لقد كان البارحة مرحا ، لايكف عن الضحك كعادته ، أجاب :
- لما انتهى العرس ، أركبه صديق في سيارته لإيصاله إلى بيته ، لما دنا من المنزل طلب من صديقه تعففا أن ينزله ليتم السير راجلا ، ولما فتح باب السيارة ونزل ، اختطفته سيارة مارقة فأردته قتيلا
أدركت حينها أن الموت يصطحبنا في الحل والترحال ، لانتوقع متى يقوم بمهمته التي تنقلنا فجأة إلى العالم الآخر ، ذلك العالم المزركش بالأساطير المبهجة والمرعبة ، تاركين خلفنا لوعة الغياب ، والليلٓ يخرج من النهار ، والنهار يخرج من الليل





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى