عاشور الزعيم - حبيبتي والقدس والاقصى

أكثر ما نفعله لما نفيق
نمصمص شفاهنا
نتثائب
نهرش في رؤوسنا
نسند ظهورنا على الحوائط
نرفع أكفنا للسماء
يارب خد اليهود...
تعبونا على الأخر
ثم نعود للنعس عندما يهدأ الليل وتنقطع أرجل
المارة من الشوارع ككلاب الحراسة .
في نابلس وجنين ويافا وعكا
كنا نمشي تلفنا نسمة العصاري نتذكر أيام
عيسى الغواص ...
ريتشارد قلب الاسد الذي قال وهو ثمل حتى الثمالة
" كل حلفائك خانوك ياريتشارد " .
أرثر القائد الذي جننته فرجينيا فقال لها
" في ليلة أقل جمالا من ليلتنا سوف تأتي لخيمتي " .
ندخل في أزقة نابلس ...
نضحك
نعدو خلف بعضنا
ربما نعاتب أنفسنا قليلا على صديقنا الذي قُدَّ قميصه من دبر
أثناء لهونا .
نجلس على أقرب مقهى بلدي
نشرب الشاي بالنعناع .
صباح اليوم
تعثرت قدمي بكومة تراب لأرى تحت الأنقاض
كف طفلة ونصف وجه ...
بعين واحدة مازالت تبكي
ونصف شفة تتأوه .
على بُعد أمتار عروسة قماش تتمرجح على أسلاك الكهرباء
المقطوعة.
في الجانب الأخر ثلاث أوزات هربن من جحيم النار
تتبعهن عجوز أكل الدهر منها وشرب .
بنصف طلقة ألقوها ميتة تحت ساس البناية
المترنحة من قسوة القذف .
دائما حبيبتي بقلبها الرهيف
تتألم وتتوجع
تمتنع عن الكلام
تتلألأ في عينيها دمعات حزينات
حبيبتي عربية عربية حرة
حبيبتي كشجرة زيتون لاشرقية ولا غربية
في مواسم الحزن
لاتنام
في مواسم الفرح
لاتنام
على كتفي تنعس والحلم يضحك في عينيها
وشعرها يهفهف على الأقصى .

_________________
عاشور الزعيم
الداخله مايو ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى