رسالة من بول سيلان إلى إنغبروغ باخمان

باريس، 20 أغسطس 1949. (ترجمة الخضر)

عزيزتي إنغبورغ

و إذن ستأتين بعد شهرين فقط - لماذا؟ لم تخبريني بذلك، و لا كم من الوقت ستظلين، و لا ما إذا كنت ستحصلين على منحتك. سيمكننا في الوقت نفسه أن "نتبادل الرسائل"، التي تقترحين. أتدرين ، إنغربورغ، لماذا لم أكتب إليك إلا نادرا هذا العام؟ ليس لأن باريس فرضت علي صمتا قاسيا لم أستطع الإفلات منه وحسب، بل أيضا لأنني لم أكن أعرف رأيك في تلك الأسابيع القصار بفيييا؟ فماذا كان بإمكاني أن أستنتج من سطورك تلك ، الشحيحة الأولى، إنغربورغ؟

ربما أكون على خطأ، ربما كلانا يتحاشىى الآخر في المكان اللائق حيث نتوق إلى اللقاء، ربما كلانا يستحق اللوم. بإستثناء أنني أقول أحيانا لنفسي أن صمتي قد يكون مفهوما أكثر من صمتك. بسبب أن الغموض الذي يفرضه علي قديم.

أنت تعرفين: أن على الإنسان دائما أن يتخذ القرارات العظيمة بنفسه. فحين تلقيتُ تلك الرسالة منك و التي كنت تسألينني فيها عمّا إذا كان عليك أن تختاري باريس أم الولايات المتحدة الأمريكية، كنت أفضّل أن أقول لك كم سأكون سعيدا لأجلك لو أنك تأتي. هل تدركين، إنغبورغ، لماذا لم أفعل؟ قلت في نفسي إذا كنت حقا أعني لك شيئا (كي أقول أكثر من مجرد شيء) في أن تعيشي في المدينة ذاتها حيث أعيش، ما كان لك أن تسأليني عن نصيحتي إبتداء – بل على العكس من ذلك.

لقد مضى عام كامل الآن، عام، أنا متأكد، من أنك قد إختبرت فيه الكثير. لكنك لم تخبريني كيف كان، منذ وقت بعيد، شهرا ماي و جوان قبل هذا العام ...

كم أنتِ بعيدة أو قريبة مني ، إنغبورغ؟ أخبريني حتى أعرف ما إذا كنت ستغمضين عينيك أم لا حين أقبلك الآن.

بول

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى