رسالة من أمين الخولي الى د. طه حسين

أمين الخولي

الي الصديق النبيل
تحية وتمنيات طيبة، وصلتني رسالتك العذبة فكانت نفحة من جو فرنسا لطفت جوي الحار الجاف في جميع مناحيه وصلتني حين أتهيأ للكتابة اليك بعدما حرمت من رؤيتك في المنزل في اليوم الذي تواعدنا عليه، لكن كادت مشاغلي تحول حتي بيني وبين أيام علي الشاطيء لولا مغالبة شديدة طويلة لقد حال سفري مع مرض ابني الكبير دون مسارعتي بالرد، وزاد ذلك نسياني العنوان في مصر فمعذرة عن هذا التأخر كله، ولي في جميل تلطفكم وكرم خلقكم ما يشفع لي ويقدر حالتي.

ذكرت أيها الصديق النبيل أمر اختلاسهم لي من الجامعة - كما سميته - وتركت لي الرأي في ذلك، وأنا في هذا أجري علي ضرب من الايمان أو الفلسفة أو الهرب من المسئولية أو كما تسميه فلا أقدر ولا أحكم وكذلك لزمت مذهبي في هذه المسألة العرضية فلم أعرها اهتماما ولم أر فيها ما يستحق إخبارك فلم أفعل، وانما كان كلاما من هنا وهناك ورد فيه ذكرها، ولا أزال أري ألا أعيرها عناية ما، وقد أحسنت كل الاحسان اذ لم تقف عندها ولم تكثرث بها.

وذكرت المحاضرة وأنك من أجلها تفكر في، فأنا سعيد أتم السعادة بهذا التفكير، ظافر بأكثر مما يستحق عملي من جزاء، وأن في لذة الدرس والبحث - كما تعرف - لذة وسعادة كانت تكفي جزاء بل تربي، ولكنك بما عودتنا من نبل وكرم خلق تأبي إلا أن تجزينا أوفي الجزاء بل تزيد.

أتمني أن تكون والأسرة الكريمة علي أتم ما يكون من صحة وطمأنينة بال حتي تنال حظك من الرياضة وتنهض بما تضطلع به من عمل عظيم في تلك الاجازة، وإني أرسل اليك وإلي الأسرة أطيب تحية وأرق سلام من صديق مخلص.

أمين الخولي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى